خلال الأسابيع الماضية، أفرط رموز التحالف الاميركي – الغربي – الخليجي في لبنان في التحذير من الحرب المذهبية، أو الطائفية في المنطقة، تماما كما أفرط بعضهم في بث السيناريوهات المتشائمة حول تداعيات ما يجري في سوريا؛ إن كان لجهة المستقبل في حال انتصار “جبهة النصرة” وسقوط نظام الرئيس بشار الاسد ، أم لجهة التقسيم واستمرار النزاع وتدمير سوريا وتشريد اهلها وتوزيعهم على دول الجوار العربي .
لا خلاف على أن هذا النمط من الحرب السائدة في سوريا هوكارثي بامتياز، والخاسر الاكبر فيه هو لبنان اذا ما استمر بعض الساسة اللبنانيين في حشر انوفهم بما يجري في سوريا .
من المؤكد أننا لا نقول ذلك في معرض التخويف ، بل في معرض التذكير، لأن هناك الكثيرين من المسؤولين والسياسيين في لبنان ممن يهددون الساحة الداخلية عمليا خلافا للمنطق، رغم ضعف إمكاناتهم قياسا بما يجري في سوريا ، من خلال مواقفهم الفتنوية بدعم الجماعات المسلحة في بلاد الشام .
لقد ارتكب هؤلاء واحدة من أسوأ الحماقات بدعم مثل هذه المجموعات المتطرفة وهم يحاولون من خلفها جر الفتنة الى لبنان. ولكن من المؤكد أن غرور القوة الواهية التي تلبس هؤلاء ربما تكون هي التي دفعتهم نحو ارتكاب هذا الخطأ، بل الخطيئة، وستتكرس خطيئتهم على نحو أوضح إذا دعموا سيناريو التفتيت واقامة الدويلات في سوريا .
لا مصلحة لنا جميعا في اقتتال مذهبي وطائفي في لبنان وسوريا لانه لن يستفيد منه سوى أعداؤنا المعنيون بتكريس سياسة “فرِّق تسُد”، التي لا تستبعد الحروب الاهلية والتفتيت كخيار مطروح، وربما مفضل عند العديد من المراهنين على سقوط الاسد .
^