لم يكن يوم السادس من تشرين الثاني يوما كأي يوم عادي عاشته بلدة “عرنة” في جبل الشيخ , كان الألم يعتصر قلوب اهلها و كانت الدموع بحاراً سبحت فيها آهاتنا و أحزاننا .
لم يكن هذا اليوم يوما عاديا للعديد من الامهات في عرنة اللواتي صبرن على الزمن في تربية اولادهن فكانوا خيرة الشباب و أطيبهم و أكثرهم نقاوة و طهراً .
عذراً منكم ايتها الامهات الافاضل فلم تعد اسماء اولادكن يقترن باسمائكن و لا باسم أباكم فأصبحت أسمائكن أم الشهيد و أبو الشهيد و لم يعد لاسمائكن مكان .
من حقنا ان نفرح جميعا لاننا اصبحنا إخوة شهدائنا في “عرنة” و حق لنا نحن اصدقاءهم واهلهم أن نرفع رؤوسنا عاليا فنحن رفاق عوائل قدمت أعز ما تملك فداء لهذا الوطن و أعادت وديعة الأمة إليها عندما طلبتها .
ايها الشهداء في أمة كثر فيها التكفير
ايها الاعزاء في زمن كثر فيه الذل والخنوع
ايها الابطال في زمن التحريض والعنصرية والعمالة
لن نرثيكم ،فليس للشهداء رثاء ،فقد منحكم الله نعمة الشهادة ضد الكفار والمفسدين .
قلوبنا باكيه ، وعيوننا دامية
يا شهداء الواجب في “عرنة” الحبيبة ، لن يشفي البكاء غليلا ، لكن مصابنا جلل ، ونعلم انكم فضلتم الممات على الذل ، حييتم اصيلين وأبيتم الا ان تستشهدوا اصيلين .وأعلموا يا شهداء جبل الشيخ الأشم ، لن يفرق بيننا التراب، فقد كنتم قريبين لكل من عرفكم ،ونخالكم الان مبتسمين تحت تراب جبل الشيخ كما اعتادت وجوهكم.
نستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه، ونحتسبكم عند الله بأذنه شهداء ، انما الاعمال بالنيات . ادعوا لنا ، فنحن في امس الحاجة لدعواكم.
^