ليس سرا، ان ملف النازحين السوريين اصبح مقلقا وموجعا للبنان في ظل تدفق الاف النازحين السوريين يوميا، حتى تجاوز الرقم الرسمي نصف مليون لاجئ.
وليس سرا ان كلفة الاشقاء السوريين ترهق الاقتصاد الوطني المرهق اصلا، حيث تعاني موازنة الدولة من عجز كبير، قد تضطر معه الحكومة في الايام المقبلة الى رفع الدعم عن بعض السلع الاستهلاكية وفي طليعتها ربطة الخبز وغيرها من المواد الاساسية.
لقد بات تدفق الاخوان السوريين وباعداد كبيرة يوميا يقلق لبنان ، في ظل التوقعات التي تشير الى امكانية ان يتجاوز عددهم حتى نهاية هذا العام بالاضافة الى تنامي تداعيات هذه المشكلة وتأثيراتها الخطيرة على الامن والاستقرار وعلى النسيج الاجتماعي ، بعد الحديث عن قيام جهات سياسية معينة بتسليح عدد من النازحين السوريين الذين ينتمون الى ما يسمى ب “الجيش السوري الحر” لاهداف داخلية وفتنوية .
ان من يتابع الجهود التي تبذلها الاجهزة المعنية والاحزاب السياسية لتوفير متطلبات الحياة الضرورية للنازحين السوريين والتخفيف من معاناتهم يشعر بخطورة هذه القضية، وخطورة استمرارها في ظل عدم جدية الاطراف الدولية وخاصة مجلس الامن في وقف سفك الدماء، وانقاذ الشعب السوري من المأساة التي حلت بهم وها هي اثارها الخطيرة تمتد الى دول الجوار، وتشهد عليها ملايين اللاجئين في لبنان وفي الجوار العربي .
وفي ذات السياق فلم يعد معقولا ولا مقبولا تخاذل المنظمات الغربية والعربية المتخصصة في تقديم المعونات المادية للدول المضيفة وخاصة للبنان الذي يتحمل العبء الاكبر، والاكتفاء بالبيانات الصحفية، والتي لم تعد تقنع احدا، لانها لم تترجم الاقوال الى افعال تدعم الدول المضيفة وتسهم في توفير المستلزمات الضرورية لمساعدة النازحين على التكيف والتغلب على المعاناة اللامعقولة التي تطحنهم صباح مساء.
ان التعاطف مع الشعب السوري الشقيق امر مهم وضروري، بعد ان تحولت بلاد الشام على ايدي الجماعات الاصولية المسلحة الى ارض محروقة، تفوح منها رائحة الموت والدمار، وبعد ان كانت تعبق بالياسمين الشامي..
^