اعلان الكيان الصهيوني عن تنظيم مظاهرات ومسيرات شعبية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تطوف شوارع القدس القديمة ، هي رسالة للعرب والمسلمين جميعا … بانه انجز تهويد المدينة، وها هو يحتفل بضمها الى كيانه كعاصمة يهودية لاسرائيل!
هي المفارقة المؤلمة الى حد البكاء ان تدير دول عربية وخليجية ظهرها للقدس والاقصى ، فلا تحركها استغاثات الشعب الفلسطيني وساحات الاقصى ، فيما نراهم مشغولين بتمويل الحركات التكفيرية المسلحة لتدمير سوريا وقتل شعبها واشاعة اجواء الشحن والتباغض في القلوب، فبات الاخ العربي والاسلامي يكره اخاه.. لا بل يحض على قتله، ويستقوي باعداء الامة على تدمير عاصمة الامويين .
لقد خاب الكثرين “بالربيع العربي” ، وبثورات الربيع فبدلا من ان تعيد هذه الثورات القضية الفلسطينية الى صدارة الاهتمام ، بصفتها قضية العرب المركزية الاولى ، وتنظم المظاهرات والمسيرات المليونية الغاضبة ، وتحاصر سفارات العدو ، مطالبة بالغاء اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة ووقف التطبيع .. للاسف فاننا نرى القضية الفلسطينية قد غابت عن التحركات الشعبية ، ما شجع حكومة نتنياهو اليمينية على رفع وتيرة الاعتداءات، لفرض الامر الواقع ، والاعلان عن برنامج محدد ، لاستكمال الاستيطان وتهويد القدس والاقصى.
ايها العرب والمسلمون ان القدس تخوض معركتها وحيدة ، اما انتم فلا تخذلوها ولا تسلموها الى اعداء الامة ليمارسوا احقادهم وعنصريتهم البغيضة، بل كونوا حراس القدس وارفعوا الصوت عاليا يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري للتصدي للعدو ، ومنعه من احتلال المسجد المبارك من خلال الخروج بمسيرات ومظاهرات مليونية ، منددين بالاحتلال والعدوان والتطبيع، فالتاريخ لن يغفر لمن خذل القدس والاقصى.
^