سؤال لا يشغل المواطن اللبناني والمسؤولين فحسب ، بل وتشغل اهتمام الرأي العالمي والوفود الدبلوماسية التي تجوب المنطقة في مهمات استطلاعية عشية العدوان العغسكري المرجّح على سوريا.
والحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ، يرتبط جوهرياً بحجم ونوعية العدوان العسكري الذي يجري الحديث بشأنه، وأي سيناريو سينظم الأحداث والتطورات المرتقبة على مسار الأزمة السورية.
لبنان ليس بمنأى عن شرارات الازمة الدائرة في سوريا … لقد ناله منها النصيب الأوفر والأرجح أن تداعيات هذه الأزمة، لم تتوقف بعد، عن فعل فعلها … لقد استقبل لبنان آلاف اللاجئين الذين انتشروا في اماكن مختلفة فيما الكثير منهم يحملون السلاح ويتعاملون مع جهات تكفيرية لخلق نوع من الفوضى والبلبلة الداخلية ، وهذا بحد ذاته، أمرٌ مقلق، وقد انعكس في سلسلة الإجراءات الاحترازية التي اتخذت مؤخراً في مطار بيروت الدولي وعلى المعابر الحدودية … ومن المرجح أن يستقبل لبنان المزيد من هذه الموجات إن تطور الحال في سوريا إلى سيناريو العدوان العسكري والاشتباك الإقليمي الأوسع.
ولبنان تلقى مؤخرا بعض المؤشرات المقلقة التي تعكس رغبة بعض الحركاتالتكفيرية في استهداف امنه الداخلي ، وهذا أمر يجب التنبه ً له بعد تفجيرات الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي طرابلس.
واحدة من مصادر القلق والتحسب في لبنان ، تكمن في “ردة فعل” الجماعات التكفيرية المسلحة على العدوان الاميركي على سوريا ، ومن واجب الحكومة أن تبني خططها وفقاً لـ”أسوأ السيناريوهات” وأسوأ السيناريوهات، لا يستبعد لجوءهذه الجماعات في لبنان إلى خيار هدم المعبد على رؤوس الجميع، لكن هذا السيناريو يفترض أننا امام ضربة عسكرية أكبر من “محدودة” و”ضيقة” و”جراحية”، ضربة تستهدف تغيير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الاوسط.
الامر الذي يزيد من احتمال تمدد الأزمة السورية خارج حدود الجغرافيا السورية، ، وأن أطرافاً إقليمية ودولية ستنزلق إلى آتون المواجهة الميدانية، وعندها تبدو كافة الاحتمالات واردة، بما فيها استهداف لبنان ، أقله بداعي توجيه ضربة اسرائيلية للمقاومة .
ولأن أحداً من المسؤولين في لبنان ، لايرغب على الارجح في الوصول إلى نتيجة كهذه، لأن لا مصلحة للجميع فيها، ولأن جميع الأطراف السياسية كما هو ضروري ترغب في حصر الأزمة السورية في الداخل السوري، فإن من المرجح أن تكون الضربة المحدودة، هي السيناريو القادم الذي سينتظم الضربة وتداعياتها، وبما يبقي الباب مفتوحاً أمام فرص “التسويات” والحلول الدبلوماسية التفاوضية.
^