تواجه سوريا حرباً كونية تُشن عليها منذ أكثر من 29 شهراً، بدأت تلك الحرب من خلال تحريك مجموعة من القتلة والمجرمين لمصلحة الأميركي والصهيوني ومن خلال استخدام أدوات محلية باعت نفسها للعدو، وفشلت تلك الحرب في تحقيق أهدافها بفضل صمود الشعب العربي السوري وجيشه الباسل، الأمر الذي دفع الأعداء الى استخدام الفبركة والتضليل الإعلامي وتشويه الحقائق ووقائع الأمور وصولاً الى اتهام سوريا باستخدام السلاح الكيميائي ضد شعبها.
ولا بدّ من إلقاء الضوء على الأسباب والدوافع من وراء ما يجري، فالإنتصارات التي حققها الجيش العربي في مختلف المناطق السورية، أربكت أصحاب القرار ومدبري تلك الحرب، حيث تؤكّد كل المؤشرات أن سوريا ومعها محور المقاومة في أمتنا خرج منتصراً ولم يحصد الأعداء إلا الخيبة والخسارة.
اليوم تبدو أدوات الجريمة والقتل قد فشلت، وهذا يعني أن الحرب بالوكالة لم تعطِ ثمارها المرجوة، إذ لجأ أعداء سوريا الى تلفيق التهم باستخدام سوريا السلاح الكيميائي والهدف دفع مجلس الأمن لاستصدار قرار لتوجيه ضربة لسوريا.
والمتتبع لتطورات الأوضاع، يرى أن لغة التهديدات والوعيد وحشد السفن الحربية وحاملات الطائرات ووضع الخطط الحربية “النظرية” وتسريبها لوسائل الإعلام وفتح كل أبواب التضليل الإعلامي هدفه شن حرب نفسية ومحاولة للتأثير في معنويات السوريين وكل الشرفاء في أمتنا.
إن محاولات الأعداء اليوم تستهدف البنية الداخلية وحالة الصمود الأسطوري لسوريا وما تمثّله وحرب اقتصادية ونفسية.
كل الدلائل والمؤشرات تؤكّد أن احتمال توجيه ضربة عن طريق استصدار قرار من مجلس الأمن مستبعداً، لأن مجلس الأمن معطّل بالفيتو الروسي والصيني، والأمم المتحدة قالت مثل ذلك وتبحث عن حل سياسي.
الحرب اليوم إن حصلت فهي ستحصل مع “الأصيل” بدلاً من الوكيل وهذا بحد ذاته يعطي فرصة لمحور المقاومة في أمتنا ومعه كل الشرفاء في عالمنا للدخول في تلك الحرب وتحقيق الانتصار فيها، ونحن نثق بقدرات سوريا وجيشها العربي الذي حمى البلاد من المرتزقة من كافة أنحاء العالم.
واللافت أيضاً التصريحات لدى قادة العدو الصهيوني ومحاولتهم إلقاء الكرة في الملعب الأميركي من خلال حث الرئيس الأميركي باراك أوباما للقيام بضرب سوريا ويقول هؤلاء: “إن صدقية الرئيس أوباما والإدارة الأميركية كلها مطروحة الآن أمام المجتمع الدولي كله وجميع حلفاء الولايات المتحدة، وإن القدرة العسكرية لأكبر دولة عظمى في الغرب موضوعة على الميزان، وإن مكانة أميركا كدولة عظمى رائدة في العالم على المحك اليوم، لذا يتابع الجميع سلوكها بترقب شديد، “فلا رغبة لـ “إسرائيل” بالتدخل في التطورات في سوريا، والمجتمع الدولي يرى في الحالة السورية امتحاناً للسياسة الخارجية والعقيدة الأمنية للولايات المتحدة“.
والأغرب، أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو “يرغب في أن توجّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية الى سوريا من أجل تقوية مكانتها في الشرق الأوسط“.
يمكن القول، لا صدقية للولايات المتحدة، وقدرتها وقوتها وُضِعت على المحك منذ زمن طويل في فييتنام وأفغانستان والعراق، ومكانتها اليوم في الحضيض وهي تخوض حروباً عبثية، وإذا حصلت هذه الحرب، فهي ستغيّر وجه العالم ولن تكون محصورة في زمان ومكان واحد وستغيّر خارطة المنطقة وهي فرصة مناسبة لكل المقاومين في أمتنا والعالم لهزيمة المشاريع الاستعمارية من غير رجعة.
محمود صالح