مع اقتراب الموعد المتوقع للعدوان الاميركي على سوريا تنتشر في وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية الغربية والخليجية آلاف التحليلات والخيارات بعضها معتمد على معلومات عسكرية ولوجستية يغرق معظمها في الخيال والتضليل.
مستوى الاستعداد العسكري الاميركي والغربي لا يوحي ابدا بوجود نية لعملية غزو أو تدخل عسكري على الأرض من خلال جيوش تجتاح الحدود، فالنموذج العراقي مازال حاضرا أمام اوباما لتعلم الدرس المطلوب وعدم المخاطرة بجندي واحدفي الازمة السورية .وفي هذا المجال يؤكد خبير عسكري لموقعنا على استحالة القيام بعمليات عسكرية من الحدود الأردنية خاصة أنه لا يوجد في الأردن أكثر من الف جندي أميركي مختصين بالتجهيزات اللوجستية وليس المهارات والموارد القتالية الامر الذي يسقط سيناريو جبهة الاردن ضد الشعب السوري.
ويتابع الخبير :اما السيناريو الثاني الذي يقوم على توجيه ضربة جوية للنظام تمهد لتحرك من قبل “المعارضة” السورية تجاه الجيش العربي السوري على شكل ما حدث في ليبيا ،فهذا السيناريو تكلفته كبيرة أكبر خاصة وان قدرة الجيش العربي السوري على الحاق الضرر بوكلاء واشنطن أكبر من قدرة النظام الليبي السابق، وكذلك لان تشكيلات الالوية التكفيرية على الأرض متفرقة وضعيفة ويوجد صراع فيما بينها وخاصة بين الجيش الحر من جهة و”تنظيم القاعدة ” و “جبهة النصرة” من جهة اخرى ولهذا من المستبعد اللجوء إلى سيناريو القصف بالطائرات.
يبقى سيناريو القصف من بعيد بصواريخ سكود من بوارج وغواصات أميركية في البحر المتوسط تجاه أهداف عسكرية وأمنية حساسة هو السيناريو الاوفر حظا برأي الخبير بهدف إضعاف بنية النظام السوري القتالية واللوجستية وإجباره على الخضوع للتفاوض مع احد القوى السياسية المعارضة مما أيضا يقلل من فرص الجماعات التكفيرية المسلحة على استغلال الظروف الجديدة لمصلحتهم.
يبقى ان خيار الضربات المباشرة الشبيه بما حدث في كوسوفو وصربيا يعطي ادارة اوباما والاتحاد الاوروبي والغرب صورة بأنها دافعت عن المعارضة المسلحة امام تمدد الجيش العربي السوري وصولا الى ولادة عملية سياسية قد ينتج عنها حل مناسب للجميع؟!
^