بدأت سلسلة من التهديدات الأميركية التي تتحدث عن احتمالات توجيه ضربات جوية وبحرية على المواقع العسكرية السورية والذرائع جاهزة، ادعاءات أميركية باستخدام سوريا الأسلحة الكيميائية، وتم تهيئة مثل هذه التهم من خلال ما قامت به عصابات الإجرام والأدوات المأجورة، وفي المرة الأولى في حلب والآن في دمشق، مثل هذه التهم لن تنطلي على أحد، لأن الإنتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، أقلقت الأميركي الذي فشل في تحقيق أهدافه من خلال الحرب الكونية التي شنت ضد سوريا.
التهديدات الأميركية في وجهها الآخر هي دليل إحباط وعجز وتأتي بعد أن فشل الوكلاء الإقليميين والمحليين في القيام بمهمتهم، ولأن سوريا صمدت وقاومت وتنتصر وهي ليست وحدها في هذه الحرب، ويحاول الأميركي من خلال تصريحاته وتهديداته العسكرية إعطاء الأدوات والعصابات المتقهقرة بعضاً من الأمل وهي تتساقط أمام ضربات الجيش العربي السوري.
وما يقلق الجانب الأميركي أيضاً، ما أسفر عنه تطور الأوضاع في مصر العروبة، وهو جاء بغير ما تشتهي الإدارة الأميركية، ولأن الوقائع على الأرض تعطي مؤشرات بأن مصر قد بدأت تخرج بالفعل من المعادلة السابقة التي أتت بها معاهدة كامب ديفيد وما تلاها، من جلب جماعة “الإخوان المسلمين” الى الحكم ثم سقوطهم المدوي، وسقط المشروع الأميركي الجديد بعد أن ركب موجة ما سمي “الربيع العربي“.
اليوم كل الأوراق تتساقط تباعاً بفضل صمود سوريا ومقاومتها وإنتصارها ونقطة الانعطاف الهامة في الحرب التي تشن ضد سوريا وما تمثله في الوجدان العربي قد وصلنا إليها في هذه الآونة، أدرك الجانب الأميركي وبعد مراجعة حساباته، أن حسم المعركة من خلال وكيله الصهيوني ومعه كل أدوات الحقد والكراهية والإجرام لن تؤتى ثمارها، ولجأ الى لغة التهديد والوعيد والتدخل المباشر في الصراع بدلاً من إدارة الأزمة والتلاعب بأدواته، مثل هذه لن تجدي أبداَ مع منظومة المقاومة في أمتنا، لأن الرد على أي عدوان أميركي يستهدف سوريا لن يكون محصوراً في المكان والزمان الذي يحدده العدو ويمكن القول أيضاً، إن الأميركي يلعب الورقة الأخيرة قبل أن يعطي الأوامر لأدواته بالتوجه الى جنيف 2، وهو لن يجرؤ على ترجمة تلك التهديدات وإذا حصل سيمنى العدو بخسائر لا يمكن أن يتصورها أحد، لأن المنطقة بأسرها ستشتعل ولهيبها سيطال الجميع ولن ينجو منها حليفه الصهيوني وحارس مصالحه في المنطقة، وسيكون للمنطقة وجه آخر لم تعرفه من قبل بعد أن تصبح المصالح الأميركية في الشرق الأوسط برمته قد بدأت بالتساقط تباعاً.
محمود صالح