بلاد الشام تغرق بدماء أطفالها وشيوخها ونسائها، ومنافذ حدود الدول المجاورة منشغلة بتعداد نازحيها، فيما رئيس الولايات المتحدة مهتم بانضمام كلب جديد إلى عائلته!
سقطت كل الاقنعة عداد القتلى والجرحى في سوريا يتصاعد ، الاطفال ما بين من قتل ومن تشرد وحُرم من التعليم، ومفردات حقوق الانسان والحرية والكرامة اصبحت حبرا على ورق ، السنة الحرائق والنيران تلتهم البيوت والمساكن والمتاجر ودور العبادة ،اما اوباما مازال يتخبط بسياسته التخريبية في الشرق الاوسط ، فيما كان اهتمامه بخبر انضمام كلب جديد لعائلته السعيدة أكثر من الاهتمام بما يحصل في كل من مصر و سوريا والعراق.
لقد اصبحت سوريا شبيهة بحالة العراق الذي يعاني بدوره من اقتصاد منهك ونسب بطالة مرتفعة، ودمار البنية الانتاجية وتراجع خزينة الدولة من عوائد النفط، ناهيك عن التراجع التجاري وانخفاض معدلات السياحة التي قد تكون بلغت الصفر.
سياسيا، المعادلة واضحة ، هناك تصاعد على مستوى التطرف التكفيري ، الذي يقتل بالبشر ، ناهيك عن التدخل الدولي في الشؤون السورية ، فصارت دمشق ساحة الصراع الدولي والتكفيري معا.
والسؤال الاهم الذي قد ينهي الحالة السورية هو الاجابة ماذا بعد؟ فلا أحد يريد “جبهة النصرة” وجماعة “الاخوان المسلمين” وتكرار تجربة مصر في دمشق، والضغوط الروسية قد تكون موازية لمواقف النظام لمنع تواجد “الاخوان المسلمين”في السلطة ، بعد محاولات تفتيتهم في مصر ودول الخليج، وقد تكون المحاولات في ايجاد مساحة مشتركة من الحوار بين النظام وفئة محددة من المعارضة غير المسلحة ، هي من ستضع سوريا على الخط الصحيح لنهاية ازمتها.
في سوريا، ووفق الارقام الموثقة رسميا ،هناك الملايين من اللاجئين الموزعين بين لبنان والعراق والاردن وتركيا ،فيما وصل عدد القتلى الى الالاف ناهيك عن عدد الجرحى وتدمير المساجد والكنائس، وتراجع الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، وسقوط القيم الاخلاقية والانسانية والمتاجرة بالدين من قبل الجماعات التكفيرية ، وما مجزرة الغوطة الا شاهد جديد على أن ثمن دماء الاطفال في سوريا ارخص بكثير من اثمان النفط العربي!
^