يخطئ من يظن أن التحالف بين الجماعات التكفيرية في لبنان وسوريا قد يكسر الجيش اللبناني أو يخيف اللبنانيين ويدفع بهم إلي قبول ما يوصف “بالامر الواقع” من أجل حقن الدماء. ويخطئ من يتصور أنه يستطيع بالعبوات الناسفة واطلاق الصواريخ ترويض او ترويع اللبنانيين والدفع بهم لقبول الحلول الوسط.
هذه الظنون الخاطئة وأيا كانت الجهات التي تقف وراءها تتصرف وكأن المواطن غير موجود أو أنه فاقد الذاكرة لا يستطيع أن يفرق بين الحق والباطل, أو ربما لديه عمي ألوان سياسي.
واستطرادا, هناك فجوة تتسع بين فئات الشعب اللبناني وبين من هم في صدارة المشهد السياسي والتنفيذي الآن. وإن لم تقم تلك الطبقة الحاكمة بسد هذه الفجوة واتخاذ القرارات الحاسمة التي ينتظرها الشعب ليستعيد حقه في الأمن والسلام, فقد نري أنفسنا نحن اللبنانيين في تجمع صاخب يطيح بالمترددين والذين لا يقدرون معنى سخط المواطن الذي يطالب بأمر واحد وهو النية الصادقة وحماية البلاد والعباد من كل تلك المؤامرات والتفجيرات والمخططات الارهابية التي تقودها وتنفذها جماعات في الداخل تدعي الاسلام بالتعاون مع دول ومراكز استخبارية كل هدفها تركيع اللبنانيين ودفعهم إلي أتون الفتنة.
وإذا كان هناك ثمة مصالحة وطنية يحتاجها الوطن بشدة, فيجب ان تكون عملية ممتدة سوف تأخذ وقتا, وانها تتطلب وضع معايير وأسس, أهم ما فيها توقيف مدبري التفجيرات المتنقلة في اكثر من مكان ومحاسبة المتورطين وكشف الممولين والمتآمرين, وإعادة بناء المؤسسات علي أسس علمية ووطنية, ثم بعد ذلك تتبلور المصالحة الوطنية القابلة للاستمرار والاستدامة.
^