عندما توجه الناخبون المصريون إلي صناديق الاقتراع, وصوتوا لمصلحة “الإخوان المسلمين” في انتخابات البرلمان, لم يتصوروا أن الإخوان سيكونون بهذا الشكل من التسلط والاستعباد والفساد الذي ظهروا عليه بعد وصولهم الى سدة الحكم .
لقد صدم المواطن المصري من الاداء السياسي لجماعة الاخوان الذين ادّعوا بأنهم زاهدون ،يخافون الله و يسعون إلي إقرار العدل والمساواة فيما هم مثلهم مثل أي تنظيم متلهف على السلطة, ويلجأ لأي وسيلة للاستحواذ والسيطرة , ولكن المفاجأة الكبرى كانت في اتقان جماعة الاخوان الكذب ونشر الاضاليل وتعميم الفقر والبطالة وانتهاج سياسة الاقصاء والتهميش في المؤسسات والوزارات.
قد يزعم البعض بأن الإخوان لم ينالوا الفرصة الكاملة في الحكم غير أن الرد علي هذه المزاعم تبدو جاهزة ومنطقية, وهو أن الإخوان لم يكونوا أكفاء في ادارة شؤون الناس الذين بدأوا يعانون منذ السنة الاولى من حكم اتباع سيد قطب من الجوع وانقطاع الكهرباء والماء والمحروقات فضلا عن انعدام الامن والامان على الطرقات.
اما اليوم وبعد ان رأى العالم كله كيف خرج المصريون بالملايين يرفضون حكم الإخوان, تكشفت حقيقة هذه الجماعة اكثر فأكثر من خلال لجوئهم الى قطع الطرقات, وتعطيل حياة المواطن المقهور البسيط, وهي تعرف أكثر من غيرها أن المتضرر الأكبر من الازمة الحالية هم جمهور الناس العاديين..
فأي رسالة تريدون يا إخوان مصر إيصالها للناس؟ تريدون إفهامنا أنكم بلطجية ؟.. ماذا تريدون ان يترسخ عنكم في عقول الجمهور ؟ وعلام تراهنون ؟على القتل والبطش والترهيب والتنكيل والتهديد والتكفير؟ لماذا حقدكم على الجيش الذي هو من الشعب وفي خدمة الشعب والوطن ؟
هل تؤيدون استهداف الجنود المصريين على ايدي الجماعات الارهابيين في سيناء؟
اذا كنتم كل ذلك فهذا يعني قمة الحماقة والخيانة والشعب العربي يربأ بكم ان تكونوا خائنين بينما أنتم من تقدمون أنفسكم لهم بحسبانكم أهل كتاب الله وسنة رسوله!.
علي كل حال, إذا تصور اخوان مصر أنهم سيلوون ذراع الجيش, ويخضعونه, فهم مخطئون.. لان جموع المصريين لن يسمحوا بخضوع جيشهم الوطني لمن يريدون التآمر على الوطن اويراهنون علي طرف خارجي او يتوسلون السلاح للعودة الى السلطة وبأي اثمان.
ايها الاخوان عودوا إلى رشدكم بعيدا عن العنف الذي يدمر, وعن الغضب الذي يعطل العقل, وعن الرغبة في الثأر التي تجلب الدماء, فام الدنيا لا تريد دماء بعد اليوم.
^