يبدو أن سيناريو الاقتتال بين الجماعات التكفيرية في سوريا قد بدأ يشق طريقه إلى حيّز التنفيذ من خلال المعارك الدائرة في شمال سوريا بين عناصر “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” بهدف “اسلمة” حلب وإدلب وغيرها من المناطق الخاضعة لنفوذ أكثر الجماعات التكفيرية تشدداً.
كنا نتوقع أن تندلع “حروب التكفيريين الأعداء” الامر الذي سيفتح الباب برأي البعض امام جولات جديدة من القتال وحروب الإلغاء والتصفيات ومعارك السيطرة والنفوذ … ليس من اجل اسقاط نظام الرئيس الأسد ، وهذا يعود بالطبع الى
بذور الانقسام والحقد الحاصل في صفوف المعارضات المسلحة … وكل ما قيل وكتب عن جبهات متماسكة تقف كالبنيان المرصوص لتحقيق الهدف المشترك، بدا وهماً وسراباً، وتبدد في لحظة قصيرة من الزمن …
وكل ما قيل ويقال عن “جنود الله” والدفاع عن الاسلام”، لم يكن في واقع الحال، سوى اوهاما ، يخفي خلفه، أشد المصالح انتهازيةً وأكثر العقائد فساداً وأشد شهوات الطمع في السلطة والجاه والمال، وخدمة لأجندات خارجية لا صلة لها بالشعب السوري وقضية الاصلاح والحرية والديمقراطية والكرامة …
وفي هذا الاطار يكشف احد المتابعين عن دور محوري ومؤثر تقوم به قوى خارجية في إذكاء هذه الصراعات وإشعال غرائز القتل والإلغاء والتعصب ،وربما ذلك ليس صدفة وانما من باب رغبة الغرب في ايجاد الفرصة السانحة للتخلص من الحركات والتنظيمات الارهابية التي تمارس سياسة التحريض والقتل وصولا الى امكانية حصول تدخل عسكري عبر حلف الناتو ضد التكفيريين هذه المرة، وليس ضد مراكز قيادة النظام وما المعلومات التي سربت في الآونة الاخيرة عن جنوح أمريكي جدي، باستخدام الطائرات من دون طيار، ضد أهداف “لتنظيم القاعدة” و” جبهة النصرة” والتكفيريين في سوريا، سوى اول البوادر الواضحة للعيان.
^