ما قيل قبل عامين ونصف العام عن انتقال شرارة الربيع العربي من تونس إلى مصر يصبح الآن معكوساً، فالعدوى من ثورة الشعب المصري المتجددة بلغت تونس، وإن كان هناك بالطبع تفاوت في الحجم ومنسوب الحدة وإمكانية التغيير، لكنها عدوى معكوسة تعطي هذه المرة الدور لمصر جمال عبدالناصر كي تكون البادئة بوضع حد امام الاخطبوط الاخواني الذي تمدد الى مختلف الاقطار العربية.
الانظار متجهة الآن الى بلاد الكنانة فيما يبقى السؤال: هل ينجح الشعب المصري الذي احتشد بالملايين في الساحات لاطاحة حكم مرسي من اعادة تصويب بعض المفردات التي تقدم كمسلمات، على شاكلة “ربيع عربي” و”ثورة” شعبية، التي باتت تحتاج بدورها إلى نقاش، لنعرف إن كان القتل المذهبي والطائفي والتفجيرات والعمالة للخارج جزءاً من الثورة الشعبية .
هذا نقاش مصيري وليس ترفاً فكرياً، إذ إن البركان المصري ما زال يغلي بحراك قد يمهّد لأشكال جديدة من النتائج غير المحدّدة في ظل تعايش غريب بين مطالب مشروعة للعلمانيين واليساريين والقوميين المصريين وبين وسائل مدمّرة تنتهجها جماعة مرسي بهدف الحفاظ على سلطة ضائعة.
اسئلة كثيرة نحن بانتظار الاجابة عليها من قبل المصريين الذين اعطوا دروسا في سبيل الحفاظ على العزة والكرامة وفي طريقة انتزاع السلطة من ايدي من لا يستحقونها بالفعل.
ما هو مستقبل الشعارات المرتبطة بالصراع العربي – الاسرائيلي والموقف من الغرب وتحديدا الولايات المتحدة؟
ماذا عن اتفاقية كامب ديفيد وهل من تعديل او تغيير سيطرأ على مستوى هذه الاتفاقية السيئة الذكر؟
هل الشعب المصري سيؤيّد استمرار تلبية مطلب “إسرائيل” وأمريكا بإبقاء الحصار على غزة؟
حتما سيكون الموقف من الصراع العربي – “الإسرائيلي” مرتبطاً بسياسة النظام المصري الجديد، حتى خلال المرحلة الانتقالية الجديدة، لأنه لا دخان بلا نار .
^