العاصفة الغاضبة من المواقف والتعليقات وردود الأفعال، التي أعقبت المذكرة عن “الخروقات السورية” للسيادة الوطنية المنسوبة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان مصر، التي سلمها لممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان “بلامبلي” ، لم تأت من فراغ، وهي يقيناً لا تذهب إلى المجهول.
لقد عرف سليمان ، على امتداد عهده في سدة الرئاسة ، بتصريحاته المثيرة للجدل ومواقفه المفارقة لكل منطق، لكنه في مذكرته عن سوريا تجاوز كل الحدود، وجافى العقل والمنطق في كل تجلياتهما، ومن هنا جاءت المواقف المستنكرة التي لم تتردد في وصف المذكرة بأنها مشينة ولا تعبر عن واقع لبنان المقاوم ولا عن أبنائه الذي يرفضون الحالات التكفيرية المسلحة المتنقلة بين سوريا ولبنان.
وإلى جوار مذكرة سليمان الواضحة والجلية، تعددت مواقف الشخصيات الوطنية ذات الرصيد العروبي، التي بادرت إلى تأكيد رفض مذكرة سليمان ، لأنها في المقام الأول تسيء إلى تاريخ ممتد من العلاقات الأخوية والودية بين الشعب اللبناني والسوري.
يبقى ان ما يربط بين لبنان وسوريا أكبر بكثير من أن يفقهه سليمان واسياده في الخارج ، اللبنانيون يا سليمان تشربوا حب لبنان ومقاومته وتآلفوا مع الجار السوري ، هو غرس سلفك الرئيس اميل لحود الذي أحب وطنه و احتضن مقاومته، غرس طيب لا ينال منه خبث الخبثاء، ومذكرتك السيئة التي تفوهت بها ليست الا كفرا تسيء لعهدك ولمن معك والتاريخ سيحكم عليك .
^