حركة غير طبيعية ،اضراب مفتوح لهيئة التنسيق النقابية وانشغال في الأعمال اليومية ، صورة الشارع في لبنان في الثامن من آذار (مارس) الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، احتفاء بإنجازاتها ودعما لدورها في المجتمع.
وفي حين تحتفل نساء العالم في يومهن هذا، تقف المرأة المقاومة في لبنان كرمز في نضالها نحو المساواة الحقيقية والعدالة الاجتماعية. فهي تناضل على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما لا يمكن أن نتجاهل دور وجهود المرأة في بناء مؤسسات الدولة من خلال مطالبتها بقانون عادل للانتخابات يضمن لها كوتا نيابية معينة لكي تعبر عن رأيها والدفاع عن حقوقها المشروعة .
ربما التغيير المطلوب الذي تنشده المرأة العربية عامة واللبنانية خاصة لم يكن مجرد اسقاط نظام او تغيير تركيبة سياسية فاسدة فحسب بقدر ما هو طموح نحو إسقاط ذهنية اجتماعية ذكورية، والتحرر من وراء قضبان الجهل والخوف والظلم والارتقاء على سلم المساواة مع الرجل والعيش الكريم.
لكن اليوم وبعد مرور أكثر من عامين على حركات “الربيع العربي ” ،يبدو ان المرأة في منطقتنا قد دخلت منعطفا خطيرا علينا أن نحبس فيه أنفاسنا في انتظار أن ينجلي المشهد، فقد صعدت الحركات الإسلامية المتطرفة على قمة الهرم السياسي، في أكثر من بلد عربي كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن الامر الذي وضع المرأة امام تحديات جديدة بعد الرؤية الاصولية المتطرفة لدورها وطرح مفهوم جديد لدورها وهو فهم اقصائي وتهميشي يركز على ما يسمى بتآكل دور المرأة وتحجيم موقعها داخل المجتمع بدلا من الحديث عن التكافؤ والمساواة بين المرأة والرجل وهذا يعكس مدى الانقسام الفكري والسياسي التي باتت تعيشه مجتمعاتنا في ظل “الربيع العربي” حول حقوق المرأة والذي يعيد النقاش الى سنوات وعقود خلت .
فأي دور للمرأة في مواجهة التحولات السياسية العربية والنزاعات المسلحة التي ادت الى تشريد وتهجير الملايين من النساء العربيات اللواتي تحولن الى ضحايا هذا الانهيار المجتمعي التي تشهده بعض الدول العربية ؟
^