تفوح من التحليلات الصحفية والاجواء السياسية في “اسرائيل” برائحة البارود والدم . القادة العسكريون والسياسيون في الكيان الغاصب تفوح من مواقفهم وتصريحاتهم اليومية رائحة العدوان وتعبئة الرأي العام لديهم ب المخاوف و“التحديات” .هناك وزير “اسرائيلي ” يبدي تخوفه من منظومة “القبّة الحديدية” وعدم قدرتها على التصدي لآلاف الصواريخ، وكشفه عن ما يسمى ب “الجبهة الداخلية “، بأنها غير مهيأة لمواجهة اي حرب تندلع في القريب العاجل .
من بديهيات الكلام ان “إسرائيل” كيان قائم عل شن الحروب والعدوان وارتكاب الحماقات ، ذلك أن قادتها يدركون أن ظروف إنشائها وعدم قبولها شعبياً في المنطقة وحدوث تغيّرات في غير مصلحتها، مما يجعلها تعيش حالة من الخوف الدائم و تدفعها لشن عدوان كل بضع سنوات .
ولنتذكر ما قاله رئيس حكومة العدو “نتنياهو” قبل يومين بان “إسرائيل” هي “الدولة” الأكثر تعرّضاً للتهديد في العالم وعودته الى أسطوانة الأسلحة الكيماوية السورية وتحذيره من وصولها إلى “جهات متطرّفة” ،فضلا عن تخوفه من صفقة صواريخ “أس 300” الروسية المتوقع وصولها إلى سوريا، والتي يجب ربطها بزيارته الاخيرة التي قام بها بمؤخرا إلى موسكو في محاولة منه لتعطيل مثل هذه الصفقة ولكن من دون جدوى .
يضاف إلى ذلك العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا الذي يزيد ايضا من عوامل الإحماء والتهديد “الإسرائيلي” بالرد في حالة وقوع أي عمليات انطلاقا من الجولان العربي السوري المحتل والتي باتت منذ الغارة جبهة جديدة معلنة قد تتخذها “اسرائيل ” كذريعة لإشعال الحرب.
غيوم الحرب فوق المنطقة بحاجة إلى نظرة عميقة تقوم على المواكبة والتحليل، ولن ينفع في قراءته الاعتماد على مواقف مسبقة أو أحكام جاهزة، لأن مثل هذا المنهج سيضع أصحابه تحت رحمة المفاجأة . وهذا يعني أن المنطقة كلها يجب أن تكون معنية بقراءة كل تطور امني وعسكري مهما كان صغيراً، ذلك أن النيران حين تشتعل لا يقتصر حريقها على الأرض التي تحتها، إذ لابدّ أن يلسع لهيبها كل المحيط .
^