نفّذ العسكريون المتقاعدون أمس تحرّكًا احتجاجيًا واسعًا في الشارع، عبّروا خلاله عن استيائهم من تدهور أوضاعهم المعيشية وحرمانهم من حقوقهم، بعدما تراجعت رواتبهم إلى حدود 180 دولارًا أميركيًا فقط. وسأل عدد منهم بمرارة: هل يُعقل أن يكون هذا الوضع عادلاً؟
كما رفعوا الصوت عاليا بالقول ان هذا الاحتجاج تحذيري وسيكون لهم جولات عدة اخرى قد تطال اقفال مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت كونهما مرافق للدولة التي تستفيد منها مشددين ان احتجاجاتهم ليس هدفها قطع الطريق على الناس الذين هم «منهم وفيهم» ، بل وسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم.
وناشد العسكريون المتقاعدون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى النظر فعليا باحوالهم الاجتماعية المزرية وتحقيق مطالبهم التي هي ليست منة من احد بل مطالب محقة لعسكريين خدموا وطنهم بشرف وبمحبة.
في غضون ذلك، يبرز ايضا ملف الانتخابات النيابية كملف اساسي مؤخرا حيث تعتبر أوساط ان توقيت الانتخابات قد تعاكسه الظروف الاقليمية، اذ ان المنطقة كلها وليس لبنان فقط داخل الاعصار دون ان يدري احد ما هي الخطوة التالية، سواء كانت سياسية او عسكرية، يمكن ان يقدم عليها بنيامين نتنياهو بخاصة بعد ردات الفعل الخليجية، وصداها الدولي على ضرب الدوحة، والتي تأخذ منحى عملانيا في المرحلة المقبلة.
في المقابل، شددت اوساط سياسية ان ثقافة التمديد او التأجيل لاي استحقاق يجب ان تسقط لانها ثقافة الدول الفاشلة التي تتذرع دائما بذرائع واهية بهدف ارجاء استحقاق على غرار الانتخابات النيابية.
الشيخ قاسم لضحايا البيجر: العدو أراد إبطال دوركم فحوّلتم جراحكم إلى سلاح
وبموازاة ذلك، توجه امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لضحايا البيجر الذين تعرضوا لجروح واصابات بالغة في مثل هذه الايام العام الماضي من قبل العدو الإسرائيلي بالقول :»انتم تسيرون ببصيرتكم الاعظم من البصر والعدو اراد ان يبطل دوركم من المعركة لكنكم مستمرون.» واضاف:»استمروا في مساركم لان قيمة ما تفعلونه مع جراحكم كبيرة جدا وانتم على درب سيد الشهداء والقادة»، مشيرا الى انهم اعظم مقاومة ومشددا على ان «اسرائيل» ستسقط لانها كناية عن عدوان واجرام واحتلال في حين ان النصر لكم.
وفي هذا السياق، قال أهالي الضحايا لـ«الديار» إن شهداء البيجر هم نبراس صبرٍ وفخرٍ للبنان، فقد واجهوا الألم بكرامةٍ وتعالوا على جراحهم ليتركوا في الوجدان درسًا في البطولة والتضحية. وأكدوا أن ما أصابهم يكشف الوجه الحقيقي لـ»إسرائيل»، التي لا تعرف معنى للإنسانية ولا تخوض حروبها بشرف، بل تعتمد أساليب وحشية وإرهابية نادرة المثال في العالم.
ضربة الدوحة وصلت ارتداداتها الى قصر اليمامة
وتقول جهات سياسية لـ«الديار» ان الهجوم الاسرائيلي على الدوحة احدث هزة في قصر اليمامة حيث ان هناك في الرياض من يعتبر ان هذه الضربة كانت بمثابة انذار او اشعار الى المملكة لثنيها لتبنيها فكرة الدولتين وللجهود التي تبذلها لدى العديد من دول العالم وهو ما يثير غضب «اسرائيل».بيد ان وسائل الاعلام التابعة لليمين «الاسرائيلي» باتت تلمح الى ان السعودية تحرض الدول العربية والاسلامية ضد الدولة العبرية مع اتهام الديبلوماسيين السعوديين بانهم ينشطون في اكثر الدوائر تأثيرا لاستقطاب ليس فقط الاصوات الدولية وانما ايضا الخطوات الفعلية باتجاه وضع الاساس لدولة فلسطينية. ونشرت تعليقات في صحيفة «يسرائيل هيوم» اخذت منحى خطيرا الى حد التلميح بان ما تقوم به السعودية هو بمثابة اعلان حرب ضد «اسرائيل».
المصدر:”الديار”-نور نعمه