في قمّة عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة، بحث المشاركون ما إذا كانوا سيتخذون إجراءات ملموسة ضدّ إسرائيل عقب الضربة التي وقعت الأسبوع الماضي.
إجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة لحضور قمة طارئة أمس، بينما يحاولون التعامل مع تداعيات الضربة الإسرائيلية الوقحة التي استهدفت مسؤولين بارزين في حركة “حماس” الأسبوع الماضي.
ودرس المشاركون ما اذا كانوا سيتجاوزون حدود الخطاب إلى اتخاذ خطوات ملموسة رداً على الهجوم الذي أثار موجة من الإدانة الدولية، خصوصاً من الممالك الخليجية المجاورة، التي طالما اعتمدت على الولايات المتحدة كضامن أمني.
ويعتقد محلّلون، أنّ الردّ العسكري مستبعد للغاية، لأنّ أي تصعيد إضافي قد يضرّ بالأجندات الداخلية لحكام الخليج، ولأنّهم ما زالوا يعتمدون على الدعم العسكري الأميركي. لكنّ خيارات أخرى – مثل خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل – قد تكون مطروحة للنقاش.
وبينما اجتمع وزراء الخارجية العرب خلف أبواب مغلقة يوم الأحد لصياغة بيان مسودة قبل القمة، دعا رئيس وزراء قطر القادة إلى ما هو أبعد من مجرّد بيانات الإدانة.
وأكّد رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: “يجب ألّا نبقى صامتين أو متقاعسين أمام هذا العدوان الوحشي، وعلينا اتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة على مختلف المستويات لمنع مزيد من التصعيد، الذي إذا تُرك من دون رادع فلن يتوقف”.
وردّد الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، تلك المشاعر في مقال رأي نُشر يوم الأحد في صحيفة “ذا ناشيونال” الصادرة من أبوظبي، العاصمة الإماراتية، متمنّياً أن يذكر القادة في القمة “إجراءات محدّدة تُعاقب إسرائيل على أعمالها الشنيعة والإبادية في غزة، وكذلك على هجومها الخياني المتعمّد ضدّ قطر”.
اوقد أسفر الهجوم الإسرائيلي على مجمّع سكني في الدوحة عن مقتل عدة أشخاص مرتبطين بحركة “حماس”، بالإضافة إلى أحد عناصر قوات الأمن الداخلي في قطر. وأعلنت “حماس” أنّ إسرائيل فشلت في قتل أي من المسؤولين الذين استهدفتهم. ولم تُصدِر إسرائيل تقييماً خاصاً بها حول ما إذا كانت الضربة قد حققت نتائجها المرجوّة.
ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الضربة، واصفاً إياها بأنّها جزء من معركة أوسع للانتقام من “حماس” بسبب قيادتها الهجوم الذي شنته في تشرين الأول 2023 على بلاده، ممّا فجّر الحرب في غزة.
وأضاف نتنياهو، في بيان السبت، أنّ قادة “حماس” خارج غزة “أعاقوا كل محاولات وقف إطلاق النار من أجل إطالة أمد الحرب بلا نهاية”.
وقد أبرز الهجوم التوازن الدقيق الذي لطالما سارت فيه قطر. فبصفتها حليفاً للولايات المتحدة، تستضيف قطر قاعدة عسكرية أميركية كبيرة. وأكّد مسؤولون قطريّون أنّهم وافقوا على استضافة القادة السياسيِّين لحركة “حماس” للإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة، ما جعل البلاد في موقع أساسي كوسيط في محادثات إنهاء الحرب في غزة.
وفي بيان صدر عشية القمة، دعت حركة “حماس” قادة الخليج إلى اتخاذ “مواقف حاسمة” واستغلال كل أوراق الضغط لحمل إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة فوراً.
*