تصدّرت زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي للبنان آتياً من مصر، مجمل الاهتمامات الداخلية، لما عكسته من مؤشرات، سواء حول مستقبل العلاقات اللبنانية ـ الإيرانية، او بالنسبة إلى مستقبل الوضع في المنطقة من زاويتي المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية وما يمكن ان تفضي اليه، او من زاوية استمرار إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701، تاركة الوضع في لبنان عموماً وفي جنوبه خصوصاً مفتوحاً على شتى الاحتمالات.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إن زيارة عراقجي للبنان هذه المرّة كان عنوانها الأساس العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً بعد اكتمال عقد المؤسسات الدستورية اللبنانية. فخلال الفترة السابقة اتُخذت خطوات من جهة لبنان أساءت إلى العلاقات بين البلدين، ولا سيما منها حظر هبوط الطيران المدني الإيراني في بيروت، ولكن برز من الجانب اللبناني موقف عبّر عنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عشية زيارته الأخيرة لمصر، حيث قال إنّ لبنان «مستعد لتعزيز العلاقات من دولة إلى دولة مع إيران»، وبالتالي جاءت زيارة عراقجي لملاقاة يد رئيس الجمهورية الممدودة لتعزيز العلاقات الثنائية، ومن هنا كان حديث عراقجي عن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان.
وأضافت المصادر نفسها، أنّ إيران أكّدت من خلال زيارة عراقجي استعدادها لتقديم الدعم للبنان في ثلاثة مجالات أساسية:
ـ أولاً، دعم الموقف اللبناني الجامع أو التوافقي حول مختلف الملفات المطروحة. فإيران مستعدة لدعم التوافق حول أي ملف لبناني من دون ان تدخل في أي تفاصيل.
ـ ثانياً، دعم حق لبنان في استعادة أرضه المحتلة بشتى الوسائل الممكنة، وفي هذا الإطار كان تعبير عراقجي عن دعم إيران سيادة لبنان ووحدته واستقلاله.
ـ ثالثاً، إستعداد إيران لدعم جهود الحكومة اللبنانية لإعادة الإعمار. وفي هذا المجال كرّرت بلسان عراقجي أنّها حاضرة لتقديم الدعم عندما تضع الحكومة اللبنانية قطار إعادة الإعمار على السكة. وإلى ذلك أطلع عراقجي المسؤولين على آخر ما توصلت إليه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. واكّد لهم أنّه كديبلوماسي لا يقطع الأمل من إمكانية توصل هذه المفاوضات إلى اتفاق، لكن المؤشرات على الأرض لا ترفع من نسبة نسب التوصل إلى هذا الاتفاق، لأنّ مسودة الاتفاق في إطارها العام تتضمن كثيراً من النقاط السيئة التي لا يمكن إيران أن تقبل بها.