تحذير من «اليونيفيل»
من جهته، حذر رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو خلال الاحتفال باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، من تدهور الاوضاع الامنية، واشار الى ان الوضع على طول الخط الأزرق لا يزال متوترًا وغير متوقّع، مع انتهاكات متكرّرة والخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه»، مضيفاً انه «من خلال آليات الارتباط والتنسيق الخاصة بنا، فإننا نوفّر قناة للحوار وتهدئة الأوضاع، ونساهم في بناء أسس لإمكان إيجاد حلّ». وشدد رئيس بعثة اليونيفيل على «ضرورة وجود عملية سياسية»، مشيرًا إلى أن «الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي، وعلينا جميعًا العمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد». كما أكد أن النقاط الحمس التي تحتلها اسرائيل في جنوب لبنان تعيق انتشار الجيش اللبناني.
احتمالات التصعيد
اما ما تخشاه قيادة «اليونيفيل»، فهو خروج الامور عن السيطرة جنوبا في ظل التقلبات الميدانية التي قد لا تقتصر كما هي الان على الاعتداءات الاسرائيلية، في ظل تقلبات في الوضع الاقليمي قد تدفع الامور نحو تصعيد مفاجىء على نطاق واسع. والوضع السياسي في لبنان يساعد ايضا على ذلك، فمن الواضح ان الدوائر الاسرائيلية والاميركية لا تنظر بارتياح لنتائج الانتخابات في الساحة الشيعية، حيث استطاع «الثنائي» اثبات قدرته التمثيلية دون اي منازع، او معارضة جدية داخل بيئته.
تدفيع الشيعة الثمن؟
وكانت الرهانات على تسجيل خرق كبير في البيئة الشيعية، بعد الضغط الذي مورس على الحزب من خلال منع وصول المساعدات المالية إليه عبر مطار بيروت، أو عبر أي ممر آخر. وربط اعادة الاعمار بتسليم السلاح. لكن تبين ان هذه الاستراتيجية فاشلة، ويبدو انها تحتاج الى تعديل قبيل الانتخابات النيابية المقبلة. ولهذا فان الايام والاشهر المقبلة ستشهد تصعيدا نوعيا قد يكون «اول الغيث» التصعيد الاسرائيلي الواضح، بعد ساعات من انتهاء الانتخابات البلدية، وغارات الامس نموذج قد يتوسع كما ونوعا. والان تسعى اسرائيل واميركا لتدفيع البيئة الشيعية الثمن بعدما أثبتت تمسكها بالسلاح والمقاومة، الأمر الذي سيدفع بالإدارة الأميركية الى ممارسة المزيد من الضغط على الدولة اللبنانية للقيام بتجريد الحزب من سلاحه، ما سيفتح الساحة على كل الاحتمالات. ولا يبدو أن المهمة ستقوم بها المؤسسة العسكرية، مع الإصرار الدائم لرئيس الجمهورية جوزاف عون بعدم خوض أي معركة في هذا الإطار، فان واشنطن تعود للتلويح بالحرب عبر «اسرائيل».
تاثير الملف النووي
كما تتخوف قيادة «اليوينفيل» من تاثير الاحداث الخارجية في الوضع الميداني جنوبا، فـ»إسرائيل» تسعى إلى إفشال المفاوضات الاميركية-الايرانية، وتبذل الجهود كافة لجرّ أميركا نحو الحرب المباشرة مع إيران. وثمة خشية من ألا تكون الساحة اللبنانية بعيدة عن التصعيد المحتمل.
اوراق نتانياهو؟
ووفق صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية، فان نتنياهو يبقي الأوراق قريبة من صدره حين كان في طريق عودته إلى إسرائيل بعد لقائه العاجل في البيت الأبيض في نيسان، لكنه قال إنه لن يوافق على اتفاق مع إيران إلا إذا كان على «النموذج الليبي»؛ أي تفكيك كامل لمنظومة التخصيب الإيرانية كلها. وأعلنت طهران منذ زمن بعيد أن هذا غير وارد، ونتنياهو يعرف أنه يصعب جدًا إخضاعهم. وبالتالي، فإن نتنياهو وأبواقه يكررون أنه باستثناء مثل هذا الاتفاق، على النمط الليبي، فإن إسرائيل ستهاجم وتدمر المشروع النووي الإيراني. ويدعي نتنياهو بأن هشاشة إيران لن تستمر لزمن طويل، والتوقيت مناسب للهجوم. ومن ناحية الولايات المتحدة، السطر الأخير هو أن إسرائيل تستعد لهجوم في إيران حتى بعد إبلاغ ترامب لنتنياهو معارضته للهجوم! وكثيرون في اسرائيل واثقون من أنه حتى لو هاجمت إسرائيل بدون إذن أميركي وبدون تنسيق ومساعدة، فإن الولايات المتحدة سـتأتي لحمايتها في كل الأحوال، خصوصًا مع رد إيران على الهجوم.
تصعيد اسرائيلي عنيف
ميدانيا، تصاعدت الاعتداءات الاسرائيلية امس، وشن الطيران الحربي المعادي غارات عنيفة بين بلدتي سجد والريحان، ووادي برغز، قضاء حاصبيا، وقرية تبنا قضاء صيدا، وكذلك شنت غارة بين بلدتي عين قانا وكفرفيلا، وغارة ايضا على قعقعية الصنوبر. وسجل قصف في اتجاه بلدتي عين عرب والوزاني، كما نفذت مسيرة اسرائيلية عدوانا جويا حيث استهدفت موظفا في بلدية النبطية الفوقا بغارة اثناء قيامه بعمله في منطقة علي الطاهر. وفي التفاصيل انه واثناء توجه الموظف محمود عطوي في بلدية النبطية الفوقا الى البئر الموجودة في حرش علي الطاهر لتحويل المياه الى المنازل، تم استهدافه على دراجته النارية بصاروخ من مسيرة، مما ادى الى استشهاده. وأصابت قنبلة صوتية مواطنا جراء استهدافه بمسيّرة إسرائيلية في بيت ليف. كما استشهد العنصر في الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الإسلامية خضر فقيه جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليه خلال تفقده منزله قبالة جدار كفركلا. وادى القاء الجيش الإسرائيلي قنبلة صوتية على بلدة بيت ليف قضاء بنت جبيل إلى إصابة مواطن بجروح.