للتوحيديين صفات تدل عليهم، فهم ثوريون؛ مثقفون، مخلصون، انسانيون، معطاءون بلا حدود، قلوبهم طيّبة بلا ابتذال، مثاليون في الاخلاق، وواقعيون في التفكير.
طيب الذكر غازي عبد الخالق (ابو وائل) كان مثالًا لكل ذلك. جبل السياسة بسمو الاخلاق، عمل بعيدًا عن الاضواء دون تكلفة، واعطى بإفراط بعيدًا عن المنافع الضيّقة والنوايا المخفيّة. توحيدي صادق بدون رياء، يحاور الكبير والصغير باحترام ، نظيف اليد، توحيدي مقاوم النخاع، ووطني صادق بلا حدود، بعيدًا عن التحجّر والتزمّت.
برحيله، خبا النور الّذي طالما شعّ في ميادين الكفاح والنضال، وخفت صوت لطالما دوى في منابر الدفاع عن القضية الفلسطينية .
في رحيل رفيقنا ابو وائل فقدنا علمًا خفاقًا من أعلام الحزب وشبيبته، وخسرنا إحدى المنارات الميدانية الّتي لطالما كانت سباقة في العمل الحزبي وفي خنادق التغيير. هو الحاضر الأبدي في باحات النضال والشرف، والثبات على المبدأ، والتفاني في خدمة الأمة والوطن.
في حضرة هذا الغياب، لسنا فقط نودع ونأبن أحد أعلام الثورة التوحيدية ، بل نتذكرُ ونستحضر مآثره وبصماته العديدة الى جانب رفاقه ابناء هذا الرعيل الذين عبّدوا الطريق للأجيال للبقاء والتجذر على درب التوحيد العربي . فلولا تضحيات هذا الرعيل بقيادة الرئيس المؤسس وئام وهاب في عتمة الاستبداد والاضطهاد لما كنا اليوم آلاف التوحيديين الذين يعتزون بانتمائهم ويجترحون الصمود بعزّة وكرامة. لقد مضت قبلنا أصولٌ نحن فروعها، ونحن امتداد لها. هذه الاجيال التي تتابع الطريق تعاهدك يا رفيقي ابا وائل بأن تصون العهد، وأن تواصل الدرب، وأنه لن تذهب السنين الطوال الّتي أمضيّتها ورفاقك في ميادين العمل السياسي والوطني جفاءً كالزبد، وإنما ستحمي برمش العين هذا الإرث الوطنيّ، والعربي والتوحيدي.هذا الإرث هو كطير الفينيق، ذلك الطير الذي ينهض في الاسطورة من جديد -أكثر عددًا، وأشد قوة، وأصلب عودا.
سيتذكر رفاقك في الحزب كل ذلك، وفاءً لجيل صمد وسطّر ملحمة التوحيد العربي بعيدًا عن المغامرات والمقامرات، من ناحية، وبعيدًا عن التهريج السياسي وحبّ المنصات التشريفية من ناحية أخرى.
فلينم الرفيق ابو وائل هادئًا قرير العين، فهناك من يتابع بثقة الطريق، وابدًا على هذا الطريق.
تعازينا أيها الرفاق بهذا الفقدان، وعزاؤنا لأسرته الكريمة، لشريكة حياته ام وائل ولأبنه وائل وأبنته زينة، ولكل أصدقائه ومحبيه.
**