اختارت تركيا أردوغان أن تكون أداة طيعة في المشروع الأميركي الغربي المتصهين، ولذلك قلبت سياساتها رأساً على عقب خلال السنتين الماضيتين.
وتركيا فشلت في قراءة الوضع الداخلي السوري وأسباب قوته، ولم تقرأ موقع سوريا الإقليمي ودورها وتحالفاتها وكونها أحد أركان المقاومة في أمتنا.
جاءت تداعيات الأزمة السورية مزلزلة على السياسة التركية من خلال انهيار نظرية “صفر مشكلات” مع كل جيرانها (سوريا والعراق وإيران وصولاً الى روسيا).
حاولت سياسة تركيا الخارجية تحقيق عدة أهداف بحجر واحد، دفعتها أطماعها التوسعية لأن تعادي سوريا، وظنّت أن بإمكانها إسقاط قلعة العرب والأمة سوريا العربية، لأن ذلك كما توهمت سيجعل منها لاعباً وحيداً في المنطقة.
وارتكبت تركيا أخطاء قاتلة وهي تلعب على تناقضاتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية، واستخدمت الدافع الإيديولوجي المذهبي والإثني بطريقة بشعة للغاية.
وتدخلت بشكل سافر في الأزمة السورية وهي مَن ساهم في إشعال النيران، وشكّلت على أرضها أول مقر لقيادة ما يسمى “الجيش السوري الحر” وتأسس أول مجلس للمعارضة “المجلس الوطني السوري”، وتحولت بذلك الى مقر وممر للعصابات الإجرامية وقاعدة إمداد لوجستية، ومؤتمر أعداء سوريا كان من اختراعها ولا نقول “أصدقاء سوريا” لأن هذا تجنٍّ على الحقائق.
رفعت تركيا شعار (إما كل شيء أو لا شيء، وفي حقيقة الأمر هي لا تملك أي شيء سوى أن تكون أداة، وهي بذلك هدمت الثقة التي كانت أساس تجاوب دول الجوار مع سياسة الانفتاح التركية السابقة.
وآخر ما تمخضت عنه السياسة التركية، هي اللعب بالورقة الكردية، والسؤال ما الذي يريده السلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان.
محمود صالح