على مسافة 4 أيام من انتهاء المهلة الخاصة بتنفيذ اتفاق وقف النار، يبدو سلوك إسرائيل مثيراً لشكوك عميقة، إذ إنّها لم توقف في أي يوم عملياتها العسكرية ونسف المنازل والبنى التحتية في المناطق التي تحتلها في الجنوب. وحتى الآن، لم تظهر أي مؤشرات إلى أنّها ستكمل عمليات انسحابها التي تتمّ ببطء شديد، خصوصاً من القطاعين الأوسط والشرقي. وفي الموازاة، سُجّلت تسريبات يبثها الوسط الإعلامي الإسرائيلي، تلمح إلى أنّ الانسحاب الكامل قد لا يتحقق في الموعد المقرّر بذريعة أنّ الجيش اللبناني لم يتسلّم تماماً زمام الأمن في المنطقة، وتالياً أنّ «حزب الله» لم ينسحب من مواقعه كلها، وفق ما نص عليه الاتفاق.
وهذه المناخات أشاعت انطباعاً لدى بعض القوى السياسية بأنّ إسرائيل تمهّد لوضع الجميع أمام خيار تأجيل انسحابها الكامل المفترض تحقيقه قبل يوم الأحد المقبل. وفيما كانت تدور شائعات عن احتمال تمديد مهلة الـ60 يوماً، لشهر او اثنين، لكي يتاح استكمال تنفيذ الاتفاق، أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها في أنّ هناك بديلاً لهذا التمديد ربما تحضّر له إسرائيل، ويقضي بتكريس الأمر الواقع من دون اضطرارها إلى تجرّع كأس التمديد الذي قد يثير ازمة بينها وبين إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي ترغب في إنهاء الحرب والدخول في ترتيبات أمنية على جانبي الحدود.
وتخشى المصادر أن تتذرّع إسرائيل بأنّها في حاجة إلى بضعة أيام لاستكمال تنفيذ الانسحاب، من دون أي تمديد رسمي للمهلة، ثم تقوم بتمييع موعد هذا الانسحاب لاحقاً، حتى يصبح بقاؤها في بعض النقاط امراً واقعاً، ولفترة غير محدّدة. وهذا يعني تكريس الاحتلال لأجزاء من المنطقة الحدودية.
الخروقات
وكانت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النارقد تواصلت امس، وكان منها توغل قوات فجراً من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفّذت عمليات نسف ضخمة في الوادي السلوقي لجهة بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون. فيما استهدف الجيش الاسرائيلي منزلاً عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة. كذلك فجّرت قوة اسرائيلية بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الرأس التي جرفت الطرق التي تربط بين أحيائها الداخلية، وفجّرت ايضاً عدداً من المنازل وشوهدت سحب الدخان ترتفع من وسط البلدة، كما لم تغب الطائرات المسيّرة والاستطلاعية عن اجواء القطاعين الغربي والأوسط، وأحرق الجيش الاسرائيلي منزلاً من طبقتين في برج الملوك، وآليات تابعة لمشروع 800.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنّه على طول الحدود مع لبنان، تستمر التحضيرات لنشر مواقع جديدة ستتمركز فيها قوات جيش الإسرائيلي، ولا تزال فرق البناء تجهّز مواقع جديدة. ووفقاً لخطة قيادة الشمال، ستقام معظم المواقع بين المستوطنات والسياج الحدودي.