في الميدان الجنوبي، فالامور عسكرياً لا تبشر بالخير. ففي حين اعلن رئيس الأركان هرتسي هاليفي استقالته متحملاً مسؤولية إخفاقات الجيش في 7 تشرين الأول محددا 6 آذار موعدًا لانتهاء مهامه، ومثله قائد المنطقة الجنوبية، واصل جيش الاحتلال اعتداءاته، وسط معلومات عن ان انسحاب العدو الاسرائيلي الكامل، من الاراضي اللبنانية لن ينجز مع انتهاء مهلة الستين يوما، وفقا للمعطيات الديبلوماسية الاميركية والفرنسية، بعدما احتجت «تل ابيب» بان خططها في هذا الخصوص لم تكتمل وفقا لما ابلغت به المعنيين في عواصم القرار.
مصادر وزارية رات ان العدو يحاول خلق الحجج والمبررات لتمديد احتلاله، في محاولة احادية منه لتنفيذ القرار 1701 على طريقته في منطقة جنوب الليطاني، رغم كل الضغوط الدولية الممارسة من اكثر من جهة، والتي لم تنجح حتى الساعة في تحقيق اهدافها، لفترة غير طويلة، وهو ما يرفضه الجانب اللبناني حتى الساعة، ما يطرح التساؤلات حول طبيعة الوضع الذي ستكون عليه الامور الاثنين المقبل.
وتابعت المصادر، بان هدف «اسرائيل» المخفي، هو استكمال تدمير قرى الشريط الحدودي بالكامل، بما فيها البنية التحتية لجعله غير صالح لعودة السكان اليه، وبالتالي خلق منطقة عازلة، حددتها التغريدات الصادرة عن الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي، خصوصا ان «تل ابيب» سبق وابلغت الاميركيين بانها لن تسمح بعمليات الاعمار قبل التاكد الكامل من تنفيذ القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني.
عليه يبقى السؤال: كيف سيرد حزب الله، الذي حذر قياديوه اكثر من مرة من انه في اليوم ال 61 كلام آخر، تزامنا مع انتشار مناشير وبيانات مجهولة المصدر في مناطق جنوبية تدعو الى المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال؟ والاهم هل تنفجر الحرب من جديد؟ المصادر الوزارية تؤكد ان اتصالات تجري على ارفع المستويات لاحتواء الموقف، خصوصا انه ليس من مصلحة لبنان انهيار الاتفاق، مع انطلاقة العهد الجديد، وفي ظل التغييرات التي تشهدها الولايات المتحدة، بعد التهديدات التي اطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، حول «جهنم شرق اوسطي».