وفق مصادر سياسية مواكبة، وفي خضم الورشة المفتوحة لتشكيل حكومة جديدة، يبدو الاستحقاق الأول لهذه الحكومة، والأكثر أهمية، هو طريقة التعاطي مع المرحلة التي ستلي انتهاء المهلة الخاصة باتفاق وقف النار، في 27 من الجاري. وهذا الاستحقاق تعتبره المصادر أبرز العناصر الضاغطة على رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف للإسراع في عملية التأليف، إذ ليس مناسباً أن يحلّ هذا الموعد، ولا تكون الدولة اللبنانية التي يُعاد بناؤها جاهزة لمواجهة تحدّي إسرائيل، في التزامها وقف النار والانسحاب من كل الأراضي التي تحتلها، تمهيداً لرسم خطة متكاملة لإعادة إعمار البلدات التي تمّ تدميرها في شكل واسع جداً وإعادة الأهالي إليها.
وكشفت المصادر لـ»الجمهورية»، أنّ الجانب اللبناني الرسمي، وعلى رغم من الانشغالات الداخلية، يحرص في هذه الفترة على عدم إضاعة الوقت، ويحافظ على مستويات عالية من الاتصالات والتنسيق مع دول اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني، ولا سيما منها الولايات المتحدة وفرنسا، لممارسة الضغط على إسرائيل لكي تلتزم تماماً تنفيذ بنود الاتفاق بكاملها، في الموعد الذي بات على مسافة 10 أيام. وقد تلقّى لبنان الرسمي تطمينات في هذا الشأن، خصوصاً أنّ إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ستنطلق في مهماتها، يوم الاثنين المقبل. لكنه، في المقابل، نقل طلباً بضرورة التزام الجانب اللبناني استكمال نشر الجيش في المناطق المحدّدة.