على الصعيد الميداني، واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته على امتداد المناطق الجنوبية المحاذية لخط الحدود الدولية، وتتجلّى تلك الخروقات بعمليات تفجير للمنازل وتجريفها في العديد من القرى، إضافة الى التخريب المتعمّد للبنى التحتية على امتداد المنطقة.
وفيما اكّد مرجع أمني لـ«الجمهورية» أّن الجانب اللبناني، سجّل اكثر من 1000 خرق لاتفاق وقف اطلاق النار نفّذها الجيش الاسرائيلي منذ اعلان الاتفاق قبل نحو شهر من الآن، وأحيلت جميعها الى لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق.
ورداً على سؤال قال المرجع: «ما زلنا ننتظر أن تمارس اللجنة دورها الكامل وفق المهمّة الموكلة اليها، حيث اننا حتى الآن لم نلمس فعالية جدّية لمهمّة لجنة المراقبة. كما لا نلمس أي ضغوط من الدول الكبرى الممثلة في اللجنة، على اسرائيل لوقف خروقاتها والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها في الجنوب».
الاّ أنّ المصادر عينها كشفت عن تأكيدات تلقتها من قبل دول لجنة المراقبة على سريان الاتفاق بصورة كاملة في المدى القريب المنظور، بالتزامن مع الإجراءات الأمنية التي ستُطبق من الجانب اللبناني من قبل الجيش اللبناني بالتنسيق الكامل مع قوات «اليونيفيل». ونسب المرجع إلى مسؤول كبير قوله إنّ الأميركيين ابلغوه بأنّهم لا يرغبون بعودة أجواء الحرب، بل هم متمسكون باتفاق وقف اطلاق النار، ومواكبة تطبيقه بصورة حثيثة بما يضمن اعادة الامن والاستقرار على جانبي الحدود، ويمكن السكان من العودة الى بيوتهم».
إلى ذلك، وفيما يواصل الجيش الاسرائيلي تحذيراته لأهالي المنطقة الجنوبية من العودة الى منازلهم في القرى الحدودية، تحدث الإعلام الاسرائيلي عن خشية المستوطنين في الشمال من العودة، مشيراً إلى أنّهم يجدون صعوبة في العودة إلى منازلهم رغم وقف النار.
وبحسب الإعلام الاسرائيلي فإنّه على الرغم من وقف إطلاق النار في القطاع الشمالي، لا يزال سكان المستوطنات على الحدود مع لبنان يجدون صعوبة في العودة إلى منازلهم بسبب غياب الشعور بالأمن. وأضاف أنّه لم يتمّ بعد تأهيل الكثير من المستوطنات لإعادة استيعاب السكان. وأشار إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية وافقت أخيراً على تمديد المساعدات الاقتصادية للنازحين من المستوطنات الشمالية، في محاولة للتخفيف من محنة السكان الذين يعيشون خارج منازلهم. ومع ذلك، لا يزال ردّ الحكومة بعيداً من تقديم حلّ شامل للتحدّيات التي تواجه سكان المنطقة. وتابع: «سكان المطلة، الذين عادوا إلى منازلهم، وجدوا دماراً كبيراً نتيجة المواجهة مع حزب الله».
ولفت إلى أنّ ذلك الوضع يؤكّد الفجوة بين الرغبة في العودة والروتين والواقع المعقّد على الأرض، فيما إعادة تأهيل البنية التحتية وضمان الأمن يشكّلان تحدّيات كبيرة في طريق العودة الكاملة للمستوطنين». وأشار الى أنّ مسألة العودة الكاملة للمستوطنين إلى منازلهم تعتمد على عدد من العوامل، وفي مقدمتها إنشاء غلاف أمني كافٍ واستكمال أشغال إعادة التأهيل في المستوطنات المتضررة.