تواصلت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار منذ توقيعه في 27 تشرين الثاني الماضي، وكان جديدها امس قطع الجيش الاسرائيلي الطريق بين الطيبة وديرسريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، وتمركزه هناك. فيما افيد عصراً عن عمليتي نسف كبيرتين قامت بهما قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة ميس الجبل وسُمعت أصداؤها في القرى المجاورة.
وفي هذا الاطار أكّدت اوساط قريبة من «حزب الله» لـ«الجمهورية» أنّ الحزب يتصرّف بحكمة حيال الوضع في الجنوب، على قاعدة انّه يتفادى استدراجه إلى فتح الجبهة مجدداً تقيّداً منه بقواعد اتفاق وقف إطلاق النار، انما من دون أن يعني ذلك التسليم بالخروقات الإسرائيلية كأمر واقع مفروض.
وأشارت الاوساط الى انّ الحزب يحرص على عدم التعاطي بانفعال مع الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، بالترافق مع إصراره على وضع جميع المعنيين أمام مسؤولياتهم للجم الاعتداءات الإسرائيلية، من لجنة الإشراف إلى الدولة اللبنانية.
واعتبرت الاوساط انّ الخروقات المتفاقمة يجب أن تُحرج بالدرجة الأولى المنادين بالاحتكام الى القرارات الدولية ومظلة الدولة لحماية لبنان بعدما ثبت بالتجربة انّ العدو لا يحترم هذه المعادلة التي يعتبر البعض انّها تشكّل بديلاً من خيار المقاومة.
ولفتت الاوساط إلى انّ ما يجري في الجنوب يعزز حجج المقاومة ومنطقها وليس العكس، داعية الى انتظار انتهاء مهلة الـ60 يوما حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
الموقف الإسرائيلي
في غضون ذلك، اجرى رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال هارتسي هاليفي امس، تقييمًا للوضع العسكري في جنوب لبنان، خلال اجتماع مع قائد القيادة الشمالية وقادة آخرين من الفرقة 146 واللواء 300، بحسب ما نقل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي على حسابه عبر «إكس».
وأكّد هاليفي خلال الاجتماع «أنّ الجيش الإسرائيلي قد حقق انتصارًا عسكريًا واضحًا على «حزب الله» في المنطقة،» مشيرًا إلى «أنّ هذا الانتصار يشكّل خطوة مهمّة نحو تحقيق الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وقال: «لقد انتصرنا عسكريًا على حزب الله بشكل واضح، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. لكن النصر الحقيقي والبعيد المدى لا يعني فقط التفوق العسكري، بل أن يعمّ السلام والاستقرار في المنطقة، بحيث يعيش هنا كثير من العائلات، ويزدهر النشاط السياحي، وتصبح الحياة اليومية أكثر رخاءً».
وختم: «نريد أن نرى في هذه المنطقة كثيراً من السكان الذين يعيشون هنا، مع ازدهار في قطاع السياحة والمطاعم والمقاهي. نريد أن نشهد الناس يركبون الدراجات الهوائية في شوارع الجنوب، وتزدهر الزراعة في هذه الأراضي. هذا هو النصر المستدام الذي نسعى لتحقيقه».
«جس نبض» فاشل
من جهة ثانية، وفي محاولة لإحراج قيادة «حزب الله» وزّع مجهولون أمس خبراً مفاده انّ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد تسلّم منصب نائب الأمين العام لحزب الله الذي كان يشغله الشيخ نعيم قاسم الذي عُيّن قبل اسابيع اميناً عاماً اصيلاً خلفاً للأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله.
وقالت مصادر قريبة من الحزب لـ«الجمهورية» انّ هذا الخبر كاذب ولا أساس له من الصحة. ووصفت المحاولة بأنّها «لجسّ نبض الحزب» وإن كان المقصود من تسريبه «استهداف النائب رعد فإنّ المحاولة فاشلة سلفاً». واضافت: «انّ لدى الحزب آلية محدّدة في توزيع المواقع ان كانت تعييناً او انتخاباً. ولا حاجة لمثل هذه المحاولات».
من جهتها أكّدت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أن «لا صحة للهيكليات الافتراضية التي يتمّ تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تعيينات في مواقع وتشكيلات حزب الله»، مضيفة: «عندما تقرّر القيادة تعيين المسؤولين سيتمّ إعلان الأسماء ضمن الأطر الإعلامية الواضحة التابعة لحزب الله».