رأت صحيفة “الخليج” الإماراتية أن إطلالة الإرهاب مجدداً، ومن سوريا بالذات، بعد أن ساد الاعتقاد بأنه توارى أو فقد القدرة على استعادة قوته، فهذا معناه أن من استخدموه خلال مرحلة “الفوضى الخلاقة”، وفشل في تحقيق الأهداف التي من أجلها تم استخدامه، قد عادوا مجدداً إلى نفخ الروح في جسده.
ولفتت إلى أنه “فجأة، ومن دون مقدمات، ما إن تم إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الأسبوع الماضي، حتى شنت هذه المجموعات هجوماً واسعاً على مناطق خفض التصعيد وتمكنت من الاستيلاء على مناطق واسعة في محافظتي إدلب وحلب، ما وضع سوريا مجدداً أمام واقع عسكري وسياسي مستجد لم تكن مستعدة له”.
واعتبرت أن “اللافت أن الهجوم تزامن مع اهتمام إسرائيلي استثنائي؛ إذ عقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سلسلة اجتماعات لبحث تداعيات الوضع، فيما أعلن الجيش حالة التأهب على الحدود مع سوريا، وأعلن نتانياهو أن إسرائيل تراقب التطورات في سوريا من كثب وباستمرار، ونحن مصممون على الدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية”.
وأشارت إلى أن “ما يجري في سوريا ليس مجرد عاصفة في فنجان، إنه جزء من محاولة جديدة لخلط الأوراق في المنطقة، وقد تزداد خطراً إذا ما اتسعت لتشمل جنوب سوريا المحاذي لفلسطين المحتلة”.
وشددت على أن “هناك خطر فعلي ليس على سوريا فقط، بل على كل المنطقة العربية من عودة الإرهاب مجدداً، وهو ما لفت اليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إذ كان أول من اتصل بالرئيس بشار الأسد وبحث معه تطورات الأوضاع في سوريا؛ حيث أكد “تضامن دولة الإمارات مع سوريا ودعمها في محاربة الإرهاب والتطرف”، كما شدد على موقف الإمارات الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري للاستقرار والتنمية، ويضمن وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها.
وأضافت: كذلك، فإن العراق الذي عانى بدوره الإرهاب استشعر الخطر، وأعلن تضامن العراق مع سوريا، وتم نشر ثلاثة ألوية على الحدود لتأمينها من أي هجمات إرهابية محتملة، في حين أكد ملك الأردن عبدالله الثاني دعم بلاده لـ”استقرار سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها”، وأكد قادة دول مجلس التعاون في بيان صدر عن الدورة الـ45، “وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها على أراضيها”.
وأوضحت أنه إذا كانت الولايات المتحدة حاولت النأي بنفسها عما يجري، وأنها “تراقب الوضع من كثب”، فإنها حمّلت دمشق مسؤولية رفض المشاركة في العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2245. فإن الموقف التركي ظل ملتبساً إزاء ما يجري في الشمال السوري؛ حيث توجد الفصائل المسلحة التابعة لها، أو الموجودة في مناطق سيطرة القوات التركية.
ورأت أنه خطر الإرهاب الذي يطل برأسه مجدداً، ولكن وفق أجندة جديدة تخدم مشاريع التقسيم ورسم خرائط جديدة تصب في مخطط “الشرق الأوسط الجديد” الذي كثر الحديث عنه مؤخراً.