يشهد الميدان العسكري تصاعداً كبيراً في المواجهات والعمليات الحربية، التي تُرجمت في الساعات الاخيرة بغارات للطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي على العديد من القرى والبلدات اللبنانية في الجنوب والبقاع، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية، فيما كثّف «حزب الله» في موازاتها استهدافاته الصاروخية للمستوطنات الحدودية وصولاً إلى صفد والعمق الاسرائيلي، في ما تسمّى تل ابيب الكبرى، ولاسيما على مقربة من مطار بن غوريون. وأعلن الجيش الاسرائيلي عن إصابة 22 جندياً في اليومين الماضيين.
في هذه الأجواء، اطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بكلمة متلفزة في ذكرى «أربعين السيد حسن نصرالله وقال: «إنّ قناعتنا أنّ أمراً واحداً هو الذي يوقف الحرب هو الميدان، وانّ اسرائيل ستصرخ من الصواريخ والطائرات، ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع من الطائرات والصواريخ، والأيام الماضية كانت نموذجاً، وما سيحصل سيكون أكثر وأكثر، ولن نبني وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي وسنجعل العدو هو الذي يطالب بوقف العدوان، لأنّ كل العوامل الأخرى لا تنفع. كما أننا لا نبني على الإنتخابات الأميركية والموضوع لا قيمة له».
وإذ لفت الى «أننا سنجعل نتنياهو يدرك أنّه في الميدان خاسر»، قال: «عندما يقرّر العدو وقف العدوان هناك طريق للمفاوضات حدّدناه، هو التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يحمل راية المقاومة السياسية التي تؤدي إلى مكانة لبنان وتؤدي إلى وقف العدوان، وأساس أي تفاوض يُبنى على أمرين: أولاً وقف العدوان، ثانياً السقف للتفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص».
وتناول قاسم حادثة البترون، واعتبر أنّ «فيها إساءة كبيرة للبنان وانتهاكاً لسيادته وعلامات استفهام كثيرة». وقال: «أنا اليوم لن أتهم، لكن أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية. وأن يصدر موقفاً وبياناً يبيّن لماذا حصل هذا الخرق، حتى ولو قال إنّه لم يكن قادراً أو كان عاجزاً، فليقل ذلك أمام العالم ما هو السبب. وأيضاً، فليسأل «اليونيفيل» وبخاصة الألمان، ما الذي راؤه في تلك الليلة، وما الذي فعلوه. وليطلع الناس على ذلك، أنا لن أتحدث أكثر من ذلك، بل أطالب الجيش أن يعلن موقفه وطبيعة الحدث وأيضاً ما هو دور «اليونيفيل» حتى يطلع الناس».
وختم قائلًا: «لبنان بموقع قوي في مقاومته وشعبه وجيشه.. إذا كانوا يراهنون على إطالة الحرب كي تتحول إلى حرب استنزاف، نحن حاضرون مهما مرّ الوقت، وسنبقى صامدين ومستعدين ونواجه، ولن تنتصروا مهما طال الزمن».