نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه شكره للدول التي شاركت في مؤتمر باريس الدولي لدعم لبنان، معتبراً “انّ من شأن هذا المؤتمر أن يساهم في تضميد جروحنا وأن يساعدنا في الوقوف قليلاً على أقدامنا”.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، أنّ العقدة الأساسية التي حالت دون وصول مؤتمر باريس إلى النتائج المتوخاة في دعم لبنان سياسياً، هي تمسّك واشنطن بشرطها المتمثل بضرورة استجابة الحكومة اللبنانية بالتسوية السياسية التي تطرحها لوقف الحرب، والتي تستند إلى إعلانها الموافقة على تطبيق القرارات الدولية، وتحديداً الـ 1701 والـ1559 والـ1680. وفي هذا الشأن، يتباين الأميركيون في الموقف مع باريس التي تشاركهم التمّسك بالقرارات الدولية، لكنها تبدي تفهماً أكبر للتصور اللبناني للتسوية، وتستعجل وقف الحرب خوفاً من تداعياتها الخطرة على لبنان واستقراره المجتمعي في مراحل مقبلة.
وتقول المصادر، إنّ موقف واشنطن يوحي عملياً بأنّها مستمرة في سياسة الحصار والعقوبات على “حزب الله”، وانّها تراهن على أنّ الحرب الدائرة حالياً ستدفعه إلى أن يبدّل مواقفه ويلتزم الشروط المطلوبة. وحينذاك، تصبح ممكنة إعادة النظر في هذه السياسة.
وكان “المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته” الذي انعقد امس في قصر المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية في الدائرة 15 بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، جمع أكثر من 800 مليون دولار من المساعدة الإنسانية و200 مليون دولار لمساعدة الجيش.
ووجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ختام المؤتمر،”نداء لجميع أصدقاء لبنان لبذل جهود ديبلوماسية متزايدة وحازمة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وموجة الدمار، والعمل معاً من أجل تحقيق الاستقرار الدائم على أساس مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وخصوصاً القرار 1701″.
وكان ماكرون اكّد في افتتاح المؤتمر أنّ “لا بدّ أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان”، ولفت الى “انّه يتعرّض لجملة من التحدّيات تتمثل بهجمات إسرائيل والنزوح”. واعلن تقديم “100 مليون يورو كمساعدات للبنان”، داعياً “إسرائيل الى وقف الحرب فيه”، وشدّد على “وقف الهجمات على إسرائيل أيضاً”. ولفت إلى انّ “إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل”، ودعا الى “احترام القرار 1701 وتطبيقه من كافة الأطراف”، معتبراً أنّ “لدى الجيش اللبناني الآن مهمّات أكثر من قبل، وعلى “حزب الله” أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق”.