على وقع فشل مفاوضات القاهرة والدوحة في التوصل الى وقف للنارفي قطاع غزة، نفذ حزب الله عملية الاربعين ردا على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، بهجوم صاروخي ومسير على اسرائيل طاول 12 موقع عسكريا لها منتشرة من الجولان المحتل نزولا الى مناطق الجليل وصولا الى ضواحي تل ابيب بعمق 110 كيلومترات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة مركزا على مركزين للمخابرات العسكرية “امان” والموساد في غليلوت الواقعة على بعد كيلومترونصف الكيلومتر من تل ابيب.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في حزب الله، قوله إنّ الرد على اغتيال شكر “تأخر لأسباب سياسية أهمها مفاوضات التهدئة بشأن غزة” ولفت إلى “اننا حرصنا على التأكد من أن الرد لن يؤدي لاندلاع حرب شاملة”.
وقال الحزب في بيان أنّ عدد صواريخ الكاتيوشا الّتي أُطلقها في العملية تجاوزت 320 صاروخًا في اتجاه مواقع: قاعدة ميرون، مربض نافي زيف، قاعدة زعتون، مرابض الزاعورة، قاعدة السهل، ثكنة كيلع وثكنة يوآف وقاعدة نفح، قاعدة يردن في الجولان السّوري المحتل، قاعدة عين زيتيم وثكنة راموت نفتالي. وقد مهدت هذه الصواريخ لوصول عشرات المسيرات الانقضاضية الى اهدافها. ولاحقا نشر الحزب معلومات عن القاعدتَين اللتَين استهدفهما في المرحلة الثانية من “عملية الأربعين”.
وأعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله،في اطلالة له مساء امس أنّ “عمليتنا العسكرية أُنجزت كما خطط لها”، مشيرًا إلى أنّه وفق معلومات الحزب فإنّ عددًا من المسيّرات وصل الى قاعدتَي غليلوت الاستخبارية قرب تل أبيب والدفاع الجوي في عين شيميا. واعتبر نصرالله ان هذا الرد على اغتيال شكرا اولياً، وانه راعى قواعد الاشتباك المعمول بها بحيث انه استهدف مواقع عسكرية مهمة بعيدا عن اهداف مدنية، واكد اذا تبين ان الرد لم يكن كافيا فان الحزب سيحتفظ لنفسه بحق الرد حتى وقت آخر.
وقال نصرالله ان “المقاومة أعلنت التزامها وعزمها على الرد على العدوان الغاشم على الضاحية الجنوبية من اجل تثبيت المعادلات التي بذلت من أجلها الدماء والتضحيات”. واشار الى عوامل عدة لتأخر الرد منها “الاستنفار الأميركي والإسرائيلي، فالعجلة كان يمكن أن تعني الفشل ونفس التأخير كان عقابا للعدو. ونحن تريثنا بالرد لنعطي الفرصة الكافية للمفاوضات التي كانت تجري حول غزة”. ورأى أن “المفاوضات مع العدو طويلة وتعقيداتها متعددة، وقد قبلنا تحدي العمل في ظل الاستنفار القائم لدى العدو، ونحن لا مصلحة لنا في تأخير الرد بسبب وضع لبنان ووضع الناس وأسباب أخرى”.
وأضاف نصرالله: “قررنا أن لا يكون الهدف مدنيا، وقررنا أن نستهدف المخابرات العسكرية وأهدافا تتصل بطيران العدو. حددنا قاعدة غليلوت قرب تل أبيب كهدف أساسي لعملية “يوم الأربعين”، هذه قاعدة أساسية للمخابرات الاسرائيلية، وهي مسؤولة عن كثير من عمليات الاغتيال في بلادنا والمنطقة وهي تبعد عن حدود لبنان مئة وعشرة كيلومترات. والى جانب ذلك، استهداف عدد من الثكنات والمواقع العسكرية في شمالي فلسطين المحتلة والجولان المحتل، لإشغال القبب الحديدية والصواريخ الاعتراضية لإتاحة المجال للمسيرات كي تعبر”. وقال: “أطلقت الصواريخ التي أصابت كل الأهداف، وكل المسيرات عبرت الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وكل المسيرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود في سلام الى الأهداف المحددة”. واكد ان “ادعاء الاحتلال أنه دمر لنا صواريخ باليستية كذب ولم يكن لدينا نية باستخدامها في هذه العملية ولكن من الممكن أن نستخدمها في المستقبل”. وقال: “الهدف العسكري النوعي في غليلوت هو قاعدة المخابرات العسكرية التابعة للفرقة 8200، ومعطياتنا أن عددا من المسيرات وصل الى هذا الهدف ولكن العدو يتكتم”. وأضاف: “كل ادعاءات العدو بأنه اكتشف العملية وأفشلها كذب، واذا كانت ادعاءاته تخفف عنه فلا مشكلة، ولكنها كلها أكاذيب، وهذا يكشف وهن هذا الكيان وضعفه”. واعتبر “ان الحديث عن أن المقاومة كانت ستطلق 6 آلاف صاروخ هو ادعاء كاذب أيضا، كل ما أردنا إطلاقه في العملية 300 صاروخ وزدنا عليها، وعشرات المسيرات ولا أريد أن أذكر عددها”. وأكد أن “هذه هي أول عملية كبرى تخوضها المقاومة في غياب قائد كبير كالسيد فؤاد ونعتقد أن أرواح قادتنا الشهداء حاضرة معنا وتؤيد وتسدد. ونحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى اليوم وإذا كانت النتيجة مرضية فنعتبر أن عملية الرد قد تمت وإذا لم تكن النتيجة كافية فسنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر”.
وقال نصرالله: “في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى”. وختم: “عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة جدا للمفاوضات للطرف الفلسطيني والعربي ورسالتها واضحة للعدو ومَن خلفه بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد وخصوصا الجبهة اللبنانية هي آمال كاذبة”.