أفادت “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أنه منذ السابع من تشرين الأول الماضي يطالب الإسرائيليون المسؤولين بتحمل المسؤولية عن عملية “طوفان الأقصى” والحرب التي تلتها، لافتة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كان يرد بتحويل اللوم، ورفض التحدث مع أي وسيلة إعلام إسرائيلية باستثناء القناة 14، التي كانت لفترة طويلة بمثابة بوق له.
وأشارت إلى أن هذا ما جعل مقابلته الحصرية مع مجلة “تايم”، التي نشرت يوم الخميس، مثيرة للإعجاب ومحبطة إلى هذا الحد، معتبرة أن إعتذاره عبر المجلة فارغ كما كان دائماً، لافتة إلى أن حقيقة أن هذا الاعتذار قدم باللغة الإنكليزية إلى مؤسسة إخبارية أجنبية وليس باللغة العبرية إلى ناخبيه الإسرائيليين الناطقين بالعبرية، تبدو منفصلة في أفضل الأحوال ومتعالية في أسوأ الأحوال.
وأوضحت أن نتانياهو، في خطابه الأخير أمام الكونغرس، قدم صورة للوحدة، لإسرائيل متحدة في الحرب ضد “حماس وتحرير الأسرى، لكن إسرائيل بعيدة كل البعد عن الوحدة. فالاحتجاجات لا تزال مستمرة بانتظام، في حين لا تزال كل الأحاديث عن صفقة الأسرى متوقفة تقريباً، وتشلها التوترات السياسية في حين يكافح رئيس الوزراء للبقاء في السلطة بأي وسيلة.
ورأت أن إعطاء الأولوية للغة الإنكليزية على العبرية ليس بالأمر الجديد بالنسبة لنتانياهو، الذي أراد في كثير من الأحيان تعزيز الصورة التي مفادها أنه وحده القادر على التحدث إلى الولايات المتحدة، وأنه وحده القادر على الحفاظ على أمن إسرائيل.
ولفتت إلى أن أغلب الإسرائيليين سئموا من رئيس وزراء يرفض تحمل المسؤولية عن أحداث السابع من تشرين الأول الماضي، ولا يتحدث حتى بلغتهم الأم لوسائل الإعلام، مشيرة إلى أن مقابلة نتانياهو مع مجلة “تايم” هي اعتذار كاذب وإشارة إلى أنه لن يواجه جمهوره، معتبرة أنه الوقت حان ليخاطب الجمهور بلغتهم ويجيب أخيرًا على أسئلة ناخبيه.