إن الوقائع الحربية التي شهدتها في الساعات الاخيرة، أوحت بأنّها بدأت في تدرّج متسارع إلى مواجهات بوتيرة أعلى وأقسى واوسع بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي. توازيه ما تبدو أنّها مخاوف فوق العادة من الحرب تعمّ الداخل اللبناني، تزيد من تورّمه لغة احتواء التصعيد المعطّلة بالكامل. وغزارة التهديدات المتبادلة، والدعوات المتسارعة من سفارات الدول لرعاياها بمغادرة لبنان فورا، ربطا بتهديد “حزب الله” بالردّ على اغتيال أحد اكبر قياداته فؤاد شكر. وكذلك السيناريوهات الكارثية التي التقى العالم كله على التحذير منها، والمبالغات والتهويلات التي تبثها أصوات الشؤم تارة بضرب مواعيد لبدء الحرب، وتارة اخرى بالضخ المتواصل لمقولة أنّ الخطى في المنطقة تتسارع نحو فتح ابواب الجحيم والسقوط في حرب الدمار الشامل.
الحزب، لم يزدْ على ما قاله أمينه العام السيّد حسن نصرالله بأنّ الردّ حتمي على اغتيال القيادي شكر، ولكن في موازاة الصّمت الذي يعتصم به حيال رده وزمانه ومكانه، لوحظ أنه بدأ يعتمّد التوسيع التدريجي لعملياته وهجوماته المتتالية على مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات القريبة من الحدود، بإدخال مستوطنات جديدة في دائرة استهدافاته كمستوطنة بيت هلل. يضاف الى ذلك اعتماده تكتيكا جديدا، تجلّى في ساعة متقدمة من فجر الاحد – الاثنين بهجوم جوي مكثّف بمسيرات انقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة إيليت، ردّاً على الإعتداءات والإغتيالات التي نفذها الجيش الاسرائيلي في بلدات البازورية ودير سريان وحولا.