رئاسياً، جمود تام، ولا توجد اي مؤشرات لتحريك الملف الرئاسي في المدى المنظور. بل انّ خطوط التواصل الداخلي حيال هذا الملف مقطوعة بالكامل، ما خلا محاولات محدودة لإعادة وضع القطار الرئاسي على سكة التوافق، على نحو ما جرى التأكيد عليه في اللقاء الاخير بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لناحية انّ الجلوس على طاولة الحوار والتشاور والتوافق، امر لا مفرّ منه لإنهاء الازمة الرئاسية.
وحول الملف ذاته، قالت مصادر رسمية رفيعة لـ«الجمهورية»: انّ الملف الرئاسي مؤجّل الى حين تقرّر الولايات المتحدة تزخيم دورها لحسم هذا الامر.
ولفتت المصادر الى انّ واشنطن معنية في هذه الفترة بملف الصفقة في غزة ومنع تطور المواجهات الدائرة في المنطقة الجنوبية الى حرب واسعة. والمعلوم تاريخياً انّ الملف الرئاسي في لبنان يندرج «تقليدياً» في صلب الاهتمامات الاميركية. وواشنطن لم تقل كلمتها الجدّية او النهائية بعد، ويتأكّد ذلك من أنّ مقاربتهم لهذا الملف على مدى فترة الفراغ الرئاسي، كانت في احسن احوالها شكلية، ودلّت بما لا يرقى اليه الشك على انّ واشنطن لا تضع ثقلها لحسم الملف الرئاسي، ويبدو انّها ليست في هذا الوارد أقلّه خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس بايدن. وثمة كلام اميركي صريح ومباشر بهذا المعنى، ابلغه مسؤولون في الادارة الاميركية الى جهات لبنانية سياسية وديبلوماسية.
على صعيد سياسي آخر، ثمّن الرئيس ميقاتي الدعم الكامل الذي يقّدمه العراق للبنان، لا سيما لجهة توفير المساعدات في مجالات عديدة وأبرزها النفطية، لتشغيل محطات انتاج الطاقة الكهربائية.
وقال ميقاتي امام زواره حول ملف الجيش وموضوع رئيس الاركان: «لقد اتخذ مجلس الوزراء قراره بتعيين رئيس الاركان وتبقى الاجراءات الاستكمالية محور متابعة. الأساس لدينا هو تحصين المؤسسة العسكرية، ونأمل من جميع القيادات السياسية ان تعي اهمية إبعاد الجيش قدر المستطاع عن التجاذب السياسي والخلافات السياسية».
وحول الجنوب قال: «إنّ التطورات الميدانية الحاصلة في الايام الاخيرة تدعو الى الحذر طبعاً، ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الديبلوماسية المطلوبة لمنع تفلت الامور الى ما لا تُحمد عقباه. لا يمكننا القول إنّ هناك تطمينات وضمانات لأنّ لا احد يضمن نوايا العدو الاسرائيلي، ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع».
وحول التمديد لليونيفيل قال: «نواصل الاتصالات الديبلوماسية من اجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل. ومن خلال الاتصالات التي اجريناها لمسنا حرصاً على المحافظة على هذا الدور، لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر فيها الجنوب».