أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في العراق، امس، محادثات مع رئيسي الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد والحكومة محمد شيّاع السوداني.
وقد تَبعَ المحادثات الموسعة بين ميقاتي ونظيره العراقي اجتماع ثنائي بينهما تناول بالبحث العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها ومسارات تعزيز الشراكة الاقتصادية، والاتفاق الثنائي بشأن توريد النفط العراقي الى لبنان، بالاضافة إلى بحث الأوضاع في المنطقة وآخر التطورات السياسية والأمنية فيها.
وأشار السوداني الى انّ مواقف العراق من لبنان تنبع من الالتزام والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومن الدور الإقليمي والدولي المسؤول الذي يتخذه العراق إزاء تطورات المنطقة»، مشدداً «على ضرورة وقف العدوان على لبنان وفلسطين، وبذل الجهود للحيلولة دون اتّساع الصراع إقليمياً وسقوط المزيد من الضحايا والشهداء الأبرياء».
وشكر ميقاتي للسوداني «متابعته الحثيثة لكل ما من شأنه ان يدعم لبنان ويساعده على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، لا سيما لجهة توفير المساعدات في مجالات عديدة وأبرزها النفطية لتشغيل محطات انتاج الطاقة الكهربائية». واكد «التطابق في الموقف لجهة اولوية وقف العدوان الاسرائيلي واعطاء الفلسطينيين حقوقهم». وقال: «تناولنا بالبحث الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا سيما على الجنوب والاضرار المادية والبشرية التي يتكبدها لبنان من جراء هذه الاعتداءات، والدعم المطلوب لاعادة الإعمار واستعادة دورة الحياة في قرى المواجهة اللبنانية». وثَمّن «الجهود العراقية الرامية الى فتح قنوات التواصل بين مختلف دول الجوار وحل الخلافات بينها».
وقال ميقاتي: «وجّهتُ دعوة للسوداني لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسباً».
كذلك وجه ميقاتي دعوة مماثلة الى رئيس الجمهورية العراقية، مؤكدا أن زيارته للعراق «تأتي في إطار تقوية تلك العلاقات، وتوسيع آفاق التعاون المشترك»، مثمّناً «موقف رئيس الجمهوريّة خلال مؤتمر القمّة الأخير في البحرين الدّاعم للبنان»، مشدّدًا على أنّ «ما يربط البلدين الشّقيقين هو أكثر ممّا يربط لبنان بأيّ دولة أخرى».
من جهته، شدد رشيد خلال اللقاء بينهما، على «ان العالم يشهد اليوم متغيرات وأحداثاً متسارعة تتطلب إيجاد صيغة من التعاون والتفاهم المشترك بين كل دول المنطقة لمواجهة تلك التحديات». وتطرّق إلى «الاستقرار الأمني ومسيرة البناء والإعمار التي يشهدها العراق»، موضحًا أن «الثوابت المبدئية تدفع باتجاه تعزيز علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة، وأن الفترة الماضية شهدت تطورات إيجابية عديدة في هذا المجال».