لا شك أن الأزمة الرئاسية منذ بدأت الحرب على غزة أصبحت في مكان آخر، ولولا تلك الحرب لكان في لبنان رئيس مطلع العام الجاري، تقول مصادر سياسية متابعة لملف الرئاسة، مشيرة الى أن كل المعطيات كانت تُشير الى انتخاب رئيس قبل فصل الربيع الماضي، ولكن ما حصل في طوفان الأقصى كان طوفاناً بحق في كل المنطقة وعلى رأسها لبنان ، الذي دخل في حرب على جبهته الجنوبية، وبالتالي لا يمكن مقاربة الاستحقاق الرئاسي قبل الحرب وبعدها بنفس الطريقة أو النظرة.
في الساعات الماضية برزت بعض المواقف المتفائلة بقرب انتخاب الرئيس، ولكن بحسب المصادر فإن كل المواقف التي تصب في إطار الحديث عن إحتمال الوصول إلى إتفاق قريب على مستوى الإستحقاق الرئاسي لا تخرج عن إطار التمنيات، بدليل إستمرار التباعد في مواقف الأفرقاء المعنيين على المستوى المحلي، بالإضافة إلى غياب المبادرات الخارجية الجدية القادرة على إنتاج تسوية ما، وهو ما عبر عنه مضمون مبادرة قوى المعارضة الأخيرة، التي جاءت تكراراً لمواقف سابقة، وبالتالي نتائجها كانت معروفة مسبقاً.