فيما غاب سفراء دول اوروبية معنية بالملف، وفي مقدمتهم السفير البريطاني، وفي غياب السفارة الاميركية ايضا، نظمت وزارة الاشغال جولة للصحافيين والديبلوماسيين في مطار بيروت، كانت نتيجتها معروفة مسبقا، لا سلاح في المطار. لكن المفارقة ان صحيفة «التلغراف» غيّرت عنوانها بالامس، ليصبح «مسؤولون لبنانيون ينفون وجود اسلحة في المطار»، وكذلك حذفت المعلومات المنقولة عن مصادر في «الاياتا»، بعد نفي للمسؤولين فيها صحة تقديم اي تصريح للصحيفة.
ملف قانوني» مبكل»
ما تقدم افقد الخبر مصداقيته، وقدم ادلة حسية سيضم للملف الذي تعده السفارة اللبنانية في لندن لرفع دعوى امام المحاكم المدينة البريطانية، وهي دعوى «مبكلة» بحسب قانونيين لانها تحمل عنصرين اساسيين: الاول ان المقال تضمن معلومات كاذبة، والثاني انه تسبب بضرر واضح ومباشر للمصالح اللبنانية، ولن تستطيع الصحيفة التذرع بقانون حماية مصادرها، بعدما نفت مصادر رئيسية استند اليها المقال علمها بالمعلومات المنسوبة اليها.
ملاحقات امنية
ولفتت مصادر مطلعة الى ان الجهات الامنية اللبنانية تتابع بدقة ما يحصل، وتتابع عدد من الخيوط لمتابعة مصادر اطلاق اشاعات، تبدو منسقة اطلقت بشكل مكثف خلال الساعات الماضية سعت لاثارة الذعر لدى اللبنانيين، عبر التهويل بان الحرب واقعة خلال ساعات.
وفي هذا السياق، تتم متابعة مصدر نشر الخبر المنسوب الى وكالة «رويترز»، والذي زعم ان الحرب ستقع خلال ٤٨ ساعة، ونقلت العديد من الحسابات بعضها لبناني، واغلبها حسابات من دول الخليج العربية، تحمّل حزب الله والمقاومة مسؤولية جر لبنان الى الحرب والدمار، وتحويل بيروت الى غزة ثانية. وتتجه وزارة الاعلام لسؤال وكالة» رويترز» عن اسباب التأخير غير المنطقي لنفي الخبر؟!
اشاعات داخلية وخارجية
اضافة الى ما تقدم، انتشرت ايضا مشاهد زعمت حسابات انها لمطار بيروت، يظهر فيها ازدحاما شديدا على بوابات المغادرة، لتنشر إشاعة أخرى تقول ان اللبنانيين يهربون بعد ان أصبحت الحرب واقعة فعليا بعد ساعات.
مشاهد المطار المزيفة تم اسنادها كذلك من حسابات على وسائل التواصل وجهات لبنانية، تعمدت احداث ضجة إعلامية وتخويف الرأي العام والتهويل بالحرب المدمرة. واستمرت الاشاعات بزخم وانتشرت انباء عن اجلاء رعايا دول، وانتقال حاملة الطائرات الاميركية «ايزنهاور» من البحر الأحمر الى المتوسط، مع حملة دعم لهاشتاغ « لبنان لا يريد الحرب»، الذي تحول لمنصة لشن هجوم على المقاومة في لبنان وغزة، وحملة تهويل وتخويف.
واذا كانت «إسرائيل» تقف بوضوح وراء هذه الحملة، الا ان ثمة بعض الأدوات المحلية والحسابات الوهمية والجيوش الالكترونية شاركت في الحملة، وهدفها التهويل علـى المقاومة والشعب اللبناني، وستتم ملاحقتها قانونيا، بحسب مصادر مطلعة التي لفتت الى ان صحيفة «هآرتس» نقلت بالامس مقالا نشر على موقع «جنوبية» لاثبات وجود معارضة لحزب الله، كما لفتت الى تلقيها بريد الكتروني من بيروت وقالت انه اكاديمي معارض لحزب الله، يعبر فيها عن قلقه من اخذ حزب الله للبنان الى حرب لا يريدها اللبنانيون؟!
جولة المطار
وقد شهد مطار رفيق الحريري الدولي حضوراً إعلامياً كثيفاً محلياً وعربياً ودولياً، شارك في الجولة الميدانية التي نظمها وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية للاعلاميين والسفراء المعتمدين في لبنان، رداً على الادّعاءات التي وردت في صحيفة «تلغراف» البريطانية، وشارك وزراء الإعلام زياد المكاري والخارجية عبدالله بو حبيب والسياحة وليد نصار في الجولة، الى جانب وزير الاشغال والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن وقائد جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار. وحضر ايضا سفراء معتمدون في لبنان ومنهم الصينيّ والعراقيّ والمصريّ، بالإضافة إلى المتحدث باسم السّفارة الإيرانيّة، وغاب الاميركيون والبريطانيون،. وانضوت الجولة الميدانيّة، تجوالا على امتداد سور المطار ومخازنه ومركز الجمارك.
لا تأثير على الحجوزات
من جهته، اكد نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود ان التقرير أحدث بلبلة محدودة لساعات فقط، وانتهى الموضوع عند هذا الحدّ، وهو لم ينعكس على أرض الواقع إلغاءً أو تأجيلاً… إذ لا تزال الحجوزات على حالها، فأصحابها هم من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج أو من الجالية العربية التي تعلم جيداً طبيعة الوضع اللبناني، وبالتالي لم يتراجع أحد منهم إطلاقاً عن القدوم إلى لبنان.
المصدر:”الديار – ابراهيم ناصر الدين”
**