يبدو انّ الوضع في غزة وعلى الجبهة الجنوبية اللبنانية قد دخل في مرحلة حاسمة في ضوء الحراك الناشط في مختلف الاتجاهات، من دون أن تلوح في الافق الصورة التي يمكن هذا الوضع ان يؤول اليها، خصوصاً انّ مواقف بعض المشتغلين على الحلول تبدو حمّالة وجوه متعددة. فيما المساعي الجارية لوقف النار في قطاع غزة في ضوء مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لم تحقق اي تقدم ملموس، واتجهت الانظار الى واشنطن التي توجّهَ اليها امس وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، فيما قال مسؤولون أميركيون كبار إنهم أعطوا إسرائيل ضمانات أمنية بأنه في حالة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و»حزب الله»، فإنهم سيدعمونها كلياً ولكن من دون وجود قوات أميركية على الأرض.
ينتظر ان تكون هذه التطورات من بين مواضيع البحث في المحادثات التي سيجريها المسؤولون مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، الذي بدأ أمس زيارة للبنان تستمر حتى الخميس المقبل تلبية لدعوة «منظمة فرسان مالطا ذات السيادة» حيث يترأس اليوم قداسها السنوي في جامعة القديس يوسف، على ان يبدأ غداً لقاءات تشمل كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل ان يعود الى بكركي للمشاركة في «لقاء ديني وطني» موسّع دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور.
وعلمت «الجمهورية» ان لا جدول اعمال محدداً للقاء، وان هناك مشروع بيان مشترك قد أعدّت مسودة اولية له لإعلان موقف لبناني جامع من القضايا الداخلية الوطنية والاقليمية ويركّز على التجربة اللبنانية وتعزيز العلاقات الإسلامية ـ المسيحية التي هي «رسالة فاتيكانية» ثابتة.
وكان بارولين قد قال في المطار إثر وصوله: «من دواعي سروري ان اكون هنا في لبنان وأزوره. وأبقى في هذا البلد الجميل لبضعة أيام. اشكر للحكومة وجميع المعنيين حسن ترحيبهم بي. أتيت الى هنا بناء على دعوة وجّهت إلي للاطلاع على اعمال (منظمة) فرسان مالطة ونشاطاتها. وهذا هو سبب وجودي هنا. طبعاً هناك قلق كبير من ناحية السياسة في لبنان والأزمة الاقتصادية التي تؤثر على الفقراء، وهي الأزمة السياسية والأزمة المؤسساتية ومشكلة انتخاب الرئيس، وسوف نحاول قدر الإمكان المساعدة والمضي قدمًا في هذا الاتجاه، وقد لا ننجح، ولكنني آمل على الأقل أن أساعد بطريقة ما».
**