وجّه العدو الاسرائيلي أمس ضربة لئيمة وقاسية للمقاومة الإسلامية في عملية امنية – عسكرية استهدفت أحد القادة البارزين في المواجهة الجارية منذ ٨ تشرين الاول الماضي، ومعه ثلة من المجاهدين، بعدما أغارت مسيّرات اسرائيلية على ثلاث دفعات مستهدفة منزلاً في بلدة جويا قضاء صور.ونعت المقاومة «الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبدالله (الحاج أبو طالب)»، وهو من مواليد عام 1969من بلدة عدشيت في جنوب لبنان.
وتعد عملية الاغتيال تصعيداً نوعياً وخطيراً من جانب العدو ما يفتح الباب امام توقعات بادارة مختلفة للمواجهة التي تحولت في الأسابيع الستة الماضية إلى جبهة ضغط كبير على جيش الاحتلال في كل المنطقة الشمالية وصولا إلى عمق ثلاثين كيلومتراً.
وواصل حزب الله أمس الارتقاء العملياتي الكمّي والنوعي في العمليات على الجبهة الشمالية، ونفّذ سلسلة عمليات نوعية، فقصف مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة يردن بعشرات صواريخ الكاتيوشا. واستهدف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة، ومبانيَ مماثلة في مستعمرة مسكفعام. كذلك قصف مستعمرتي «كفر بلوم» و«غشر هازيف» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومكان تموضع واستقرار جنود العدو في موقع بركة ريشا و«أصابه إصابة مباشرة وأوقعهم بين قتيل وجريح». كما قصف تجمّعاً لجنود العدو في محيط مستوطنة نطوعا وأوقع أفراده بين قتيل وجريح، وتجمّعاً مماثلاً في حرج برعام وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا. كما تصدّت وحدة الدفاع الجوي في حزب الله، منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، لطائرة معادية وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض – جو، ما أجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية على الفور.
ونعى حزب الله الشهداء عباس محمد ناصر من بلدة طيرفلسيه، وبلال وجيه علاء الدين من بلدة مجدل سلم وهادي فؤاد موسى من بلدة شبعا.
ومع تصعيد حزب الله في الجبهة الشمالية، يصبح السؤال أكثر تكراراً وإلحاحاً في إسرائيل عن «المسؤول عن الإذلال الذي يقوم به حزب الله في الشمال؟ والمسؤول عن إدارة حملة فاشلة لمدة ثمانية أشهر؟»، وفقاً لتساؤلات جلعاد شارون في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ليجيب بأن المسؤول عن كل ذلك، هو «مَن قال لنا إن حماس وحزب الله مردوعان. لا أحد مرتدعٌ من رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) الضعيف والجبان هذا، الذي لا يستطيع حتى أن ينظر في عينَي رئيس بلدية كريات شمونة عندما تُدمر مدينته ويشتعل الشمال».
المعركة في الشمال، وما تشهده من «تصعيد ممنهج» وصلت إلى حدّ سعي حزب الله المستمر لتكريس «الردع الجوي»، وصفها «مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط، بأنها» غير مريحة لجندي الجيش الإسرائيلي الذي يشبه البط في ميدان الرماية»، و«لا لسكان الشمال الذين تم إجلاؤهم. حزب الله قال إنه لن يوقف المعركة إلا إذا توقفت الحرب في غزة، لهذا من الصعب أن نرى عودة للسكان في الشمال». وما يزيد الوضع قلقاً بالنسبة إلى المستوطنين، هو اعتراف مصدر في سلاح الجو الإسرائيلي بأن «الجيش استعد لسيناريو هجوم حزب الله على منطاد «تل شمايم» ومع ذلك فشل في اعتراض مُسيّرات حزب الله»، بحسب موقع «والاه» العبري.
**