بمناسبة إعادة تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد سياسيون وصحافيون لبنانيون أن السياسة الروسية يعول عليها في تمكين الدول العربية من العيش في سلام.
د.عدنان منصور، وزير الخارجية اللبنانية الأسبق
قال إن مما لا شك فيه إن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه العالم العربي، تقوم على مبدأ الثقة المتبادلة واحترام خصوصية كل بلد فيه، وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المشتركة. لا سيما وأن لروسيا رصيدا حكوميا وشعبيا في العالم العربي، نظرا لوقوفها الدائم إلى جانب سيادة واستقلال دوله، وقضايا شعوبها العادلة.
وأشار إلى أن هذه السياسة عززت ثقة العالم العربي بدور بروسيا التي لم تتدخل، ولم تنخرط في الصراعات والمشاكل التي يشهدها العالم العربي، بل تعمل على تعزيز الاستقرار والأمن والسلام في منطقة متفجرة، مبينا أن سياسة بوتين تجاه لبنان، تهدف إلى تعزيز الروابط بين البلدين في المجالات كافة، سياسة دفعت بروسيا إلى تقديم عروض للبنان بغية مساعدته على تجاوز أزمته الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحادة.
وأضاف أن صدقية روسيا في التعامل مع العالم العربي، يجعل العرب يتطلعون إلى الرئيس بوتين من أجل تطوير العلاقات وتعزيزها أكثر من خلال مشاركة روسيا في النهوض بالتنمية البشرية المستدامة في العالم العربي في المجالات الاقتصادية والعلمية والمشاريع الزراعية والصناعية والبنى التحتية، والاستثمارات.
وشدد على أن رصيد روسيا السياسي والأخلاقي في العالم العربي يؤهلها أن تلعب دورا نموذجيا كبيرا، يكون معيارا حيا للعلاقات بين الدول الساعية الى التنمية والتقدم والأمن والاستقرار والسلام.
طارق ترشيشي، مدير تحرير صحيفة “الجمهورية”
أشار إلى أنه من حيث المبدأ وعمليا يمكن التأكيد أن سياسة الرئيس بوتين تجاه الدول العربية عموما ولبنان خصوصا هي سياسة واقعية تؤيد وتساند القضايا اللبنانية والعربية وترقى إلى مستوى الدعم العملي والانتصار لقضايا المنطقة العادلة بل أن هذه السياسة كانت ولا تزال تقيم توازنا في المنطقة منع ولا يزال الغرب من استفراد لبنان والعرب والشرق الاوسط عموما واحكام القبضة الأمريكية عليه.
وأفاد بأن هذه السياسة الروسية يعول عليها في تمكين هذه الدول من العيش في سلام واستقرار يحقق تطلعات شعوبها خصوصا وأن روسيا تناصر القضايا اللبنانية والعربية في مواجهة مخططات إسرائيل والغرب عموما ضدها. كما أن لبنان تحديدا يشعر دوما ويلمس أن سياسة الرئيس بوتين تجاهه هي سياسة داعمة له وملتزمة الدفاع عن قضاياه، علما أن روسيا كانت لها وما تزال وقفاتها المشهودة في دعم لبنان والعرب في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية.
ولفت إلى أن لبنان والعرب عموما ينتظرون من الرئيس بوتين أن يتمكن بسياسته الانفتاحية وبعد خروجه من الحرب الأوكرانية منتصرا وهذا الانتصار حاصل حتما بكل المعايير أن يلعب دورا محوريا في إقامة نظام دولي جديد ينهي الهيمنة الأمريكية وتهدديها لمصائر شعوب المنطقة والعالم نظام عادل يدعم الشعوب وتوقها إلى الحرية والسلام ويقطع دابر المشاريع الاستعمارية ونهب ثروات الشعوب ويضع حدا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية القائمة على تعميم الفقر والمجاعات وتشجيع الحروب حول العالم حسبما نطق وزير دفاعها مكنمارا خلال مؤتمر انعقد في روما عام 1977.
وأضاف: “لذلك ينتظر العرب من خروج روسيا بقيادة الرئيس بوتين منتصرة من حرب أوكرانيا أن يكون إيذانا بخروج الشعوب في المنطقة والعالم الى نظام دولي تسوده علاقات تعاون يحقق الاخوة بين الشعوب والحرية لكل شعب محتلة أرضه كالشعب الفلسطيني واي شعب آخر يعيش المأساة نفسها”.
ميخائيل عوض، باحث وكاتب سياسي لبناني
رأى أن وصول الرئيس بوتين لسدة القيادة في جمهورية روسيا الاتحادية شكل لحظة تحول جوهرية في التحولات السياسية ليس في روسيا وآسيا فحسب بل وبإزاء التوازنات العالمية، كما شكل حدثا نوعيا ذا أهمية استثنائية للعرب ولشعوب العالم الذي تفردت أمريكا ونظامها الأنجلو ساكسوني الليبرالي المتوحش فأمن وحدة روسيا وأخرجها من حالة الترهل والعجز وأعادها لاعبا دوليا من الطراز الأول بطبيعتها وبطبائعها والتزاماتها الاجتماعية والأخلاقية والقيمية.
وشدد على أنه كان للدور الروسي في سوريا أهمية استثنائية في إلحاق الهزيمة بخطر وباء موجة الإرهاب العالمي المتوحش الذي لو تحكم بسوريا لصار وباء الانسانية في القرن الواحد والعشرين، معتبرا أن عودة روسيا لاعبا عالميا محوريا أمن حماية للشعوب وأعاد صياغة مجلس الأمن والمنظمات الدولية واسقط هيمنة الغرب وأمريكا وأعاد التوازن لقراراتها ولدورها بعد أن تفردت بها أمريكا وجعلتها مطية لاحتلال أفغانستان والعراق وتدمير ليبيا واليمن.
وأكد أن كل ذلك انعكس إيجابا على لبنان واستقراره وحمايته من خطر الإرهاب ومن إسرائيل واحتمالات اجتياحه وأمن سوريا، مشيرا إلى أن الموقف الروسي من حرب غزة يشكل عنصرا أساسيا في إسناد القضية الفلسطينية.
وعما ينتظر العرب من روسيا بوتين في السنوات الست القادم، قال: “ربما روسيا وبوتين ينتظرون من العرب مواقف أكثر سيادية واستقلالية عن الإملاءات الأمريكية الأوروبية والانخراط في مشروعات تحرير آسيا والعالم من الانجلو ساكسونية المدمرة والتي تقوم على إبادة الشعوب وتقسيمها ودفعها للاحتراب”.
وأضاف: “المنطقي أن السياسة الخارجية الروسية التي تأسست على احترام التنوع والتعدد ورفض الاحتلالات وحروب الابادة تقدم للعرب والشعوب المزيد من الفرص وعناصر الإسناد لتحرر نفسها وتنتظم في تحولات عالمية جارية ومتسارعة لهزيمة العالم الانجلو ساكسوني وتسريع ولادة النظام والعالم الجديد القائم على التنوع والاحترام والعدالة الاجتماعية والإنسانية”.
المصدر: RT
**