ردّ رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على الانتقادات التي طالته حول حديثه “عن عمائم تعاملت مع الاميركي في العراق”، وذلك في حديث لبرنامج “تولك أون” مع رئيسة تحرير موقع “ليبانون أون” ميراي فغالي.
وأكّد وهاب أنّ لا أحد يمكنه أن يكسر اليمن، كما تحدّث عن حسابات إقليمية في هذه المرحلة، وعن مفاجأة كبرى، مستشرفاً الحرب في لبنان وسوريا.
وأعرب أن جمهور المقاومة بريء من كل هذه الحملة لافتاً الى وجود بعض المواقع المشتراة التي تشن هذا النوع من الحملات ولكن نحن واحد وجمهور المقاومة، مضيفاً أما بالنسبة للموضوع الشيعي، البعض حمل على موضوع العمائم، وتابع قائلاً: “اليوم في كل العمائم الكبيرة في المنطقة العربية هناك عمامة السيد حسة بريئة من التلوث الأميركي والإسرائيلي أما الباقي فليسمح لي بالقول التعامل مع الأميركي هو كالتعامل مع الإسرائيلي بالنسبة لي، موضحاً أن الإسرائيلي يغتصب فلسطين في وقت يغتصب الأميركي كل المنطقة ويقسمها ويدمرها من سوريا الى العراق الى ليبيا الى كل المنطقة فليس هناك عمامة بزيت وأخرى بسمنة وبالنسبة لي العميل عميل ويستفزني التعامل مع الأميركي كما يستفزني التعامل مع الإسرائيلي”.
وأضاف منذ 20 سنة حتى اليوم لم يرتاح لبنان وسوريا والعراق ولا المنطقة نتيجة الاجتياح الأميركي للعراق، لافتاً الى |أنه لم يأتِ على سيرة السيد السيستاني فهو لايمارس السياسة أصلاً ولم يتعامل مع الأميركيين، مشيراً الى أن الأميركي معتدٍ ومحتل والدليل على ذلك أن الحكومة العراقية تفاوضه اليوم على الإنسحاب.
ورأى وهاب أن الإنسحاب الأميركي من العراق سيكون قريباً، معتبراً أن كافة القواعد الأميركية العسكرية في تالمنطقة هي قواعد احتلال ولم يعد هناك مبرراً لبقائها في المنطقة إلا للبلطجة والهيمنة والتسلط وتقسيم الدول، لافتاً الى أن ما يجري في سوريا هو تقسيم الى دويلات والأميركي هو المتسبب الوحيد بتقسيم سوريا ما سينعكس على كل المنطقة، كاشفاً عن أن الأميركي اليوم يحمي الدويلة الكردية في العراق كما يحمي تطلعات الأكراد في العراق نحو الاستقلال الذاتي.
وتوجس وهاب من إعلان الخارجية الأميركية عن انسحاب أميركا بسبب ما قد يمكن أن يحاك وراء معلناً توجسه عما يقوم به الإسرائيلي لافتاً الى أن نتنياهو يقوم بحرب حياة أو موت وحماس أيضاً تخوض معركة حياة أو موت وأحدهما سيموت والـ 100 يوم من الحرب أكّدت استحالة موت حماس التي تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج رافعة راية النصر، موضحاً أن الإسرائيلي غير قادر على تحقيق نصر واضح في غزة، لافتاً الى أن حماس استوعبت الهجمات الإسرائيلية الأولى ودفعت ثمناً كبيراً ولكن هذا الثمن طالما هناك هدفان إسرائيليان حُددا منذ بداية المعركة وهما سحق حماس واستعادة الأسرى بدون تفاوض وهذا لم يحصل حتى الآن ما يعني أن الإسرائيلي غير قادر على الانتصار في غزة.
وتخوّف وهاب من توجه الإسرائيلي الى ساحات أخرى منها الساحة اللبنانية والساحة السورية، إلا أنه في لبنان لا إمكانية لتحقيق نصر على الأرض فهو لا يستطيع أن يتقدّم بريًّا و”حزب الله” قادر أن يدمّر كثير من الألوية الإسرائيلية التي ممكن تدخل لبنان برًّا، والمعركة ستكون موجعة وضارية ومكلفة للإسرائيلي عندها سيتّجه الى حل آخر عبر المنطقة العازلة في سوريا وما الى ذلك ولكن بالتأكيد سوريا ستواجه الإسرائيلي ولديها إمكانيات صاروخية كبيرة وسيكون الرد السوري عنيفاً وستكون معركة صاروخية كبيرة وسيكون هناك مفاجآت كبيرة.
ورأى وهاب أن الإسرائيلي أمام خيارين إما تغيير الواقع الذي كان موجوداً قبل 7 أكتوبر أو البدء بالتحضير للمغادرة، بالنهاية لم تعد “إسرائيل” قادرة على العيش في ظل محاصرتها في الصواريخ في كل المنطقة، وهذا الحصار سيستمر وسيشتد.
وأعلن وهاب أن “حزب الله” مستعد للعودة الى ما قبل 7 أكتوبر إذا توقفت حرب غزة، متسائلاً هل الإسرائيلي مستعد للعودة الى ما قبل حرب 7 أكتوبر؟ لافتاً الى أن معلومات من “إسرائيل” ترفض ذلك.
ورأى أن “حزب الله” لم يعطِ “إسرائيل” في الحرب ما لم يعطها في السلم، لا بل يعتبر أن غزة أسست لمرحلة جديدة في صراعها مع “إسرائيل” وهذه المرحلة في السنوات المقبلة سيكون فيها فرصة جدية لإزالة “إسرائيل”، معتبراً أن 7 أكتوبر لم تكن معركة تحرير بل معركة قصمت ظهر الإسرائيلي ونقلت المنطقة الى مرحلة جديدة ولكن ليست هي معركة التحرير.
ورأى وهاب أن الحوار الأميركي الإيراني قد توقف في مكان ما ويبدو متعثراً متسائلاً هل الأميركي أخذ قراراً بأن يغيّر تعاطيه مع إيران؟ ما يعني بعد 7 أكتوبر هل انتصر الرأي الإسرائيلي الذي يقول للأميركي لا تتحاور مع إيران نحن بحاجة الى ضربها؟ لا أملك جواباً على ذلك، لافتاً الى الضربة التي قام بها الإيراني في أربيل ما يدل على أن إيران قادرة على المواجهة وعلى أن لا تخطئ بمتر واحد في الصواريخ الدقيقة وكذلك الأمر في إدلب، متسائلا هل هذه الرسالة كافية للأميركي كي لا يوسّع الحرب أم سيذهب باتجاه المنطقة الإسرائيلي الذي يقول بفرض واقع جديد، أسئلة لا أحد يملك أجوبة عليها.
ورأى وهاب أنه لا يمكن القيام بضربة كبيرة على “حزب الله”، لأن الأخير قادر على الرد في مواقع حساسة وكبيرة، كاشفاً أن الحزب لم يستعمل بعد القوة التي يملكها، لافتاً الى أن الحزب قام بمعركة ذكية في الجنوب وفق حساباته بأنه كشف التقنيات الجديدة عند الإسرائيلي وخلال أسابيع تمكّن من التعاطي مع هذا التطور الجديد وكيفية التعاطي معه في حال نشبت حرب كبرى، معتبراً أن الحزب استدرج الإسرائيلي ليكشف ما لديه من تقنيات في شمال فلسطين.
ولفت وهاب الى أن المعركة خارج الإرادة اللبنانية والأمر كذلك بالنسبة للتفاوض والأمر الداخلي مازال على حاله لم يتبدل.
ورأى وهاب أن توقف الحرب يعني إزالة الكيان.
وفي ما يتعلق بما يجري في البحر الأحمر، اعتبر وهاب أن اليمن فتحت الجبهة للضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان، لافتاً الى أن اليمني قوي لا يكسر ولديه إرادة ولا أحد قادر على كسره.
وثمّن وهاب عالياً الموقف السعودي في دافوس وهو بعدم الذهاب الى التطبيع دون حل الدولتين ما يدل على التزام سعودي بالقضية الفلسطينية وهو إلتزام لا يستطيع السعودي الخروج منه، لافتاً الى أن هناك حق اسمه القدس لا يمكن تضييعه بالقتل والتدمير والتهجير والتجويع والحصار.
ودعا وهاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التخفيف عن القبضة الفلسطينية لأن من المعيب التفرج على غزة عندما يأتي اليمني ويغامر بكل شيء ويتدخل من أجل غزة، من المعيب أن تبقى أوساط في الضفة تتعاون مع الإسرائيلي أو تساعده أو تسكت عنه، معتبراً أن المعركة ليست معركة غزة بل معركة فلسطين والعرب ومعركة المسلمين ومعركة كل شريف في هذه الأمة.
ولفت وهاب الى أنه بالرغم ما يحصل في الجنوب جمهور المقاومة مازال متماسكاً والحزب سيقوم بإعادة إعمار كل شيء بعد الحرب وهذا قرار أتّخذ والحزب أمّن أموال الإعمار لكل الجنوبيين المتضررين، لذلك القاعدة متماسكة، لافتاً الى أن أهم أمر في استراتيجية الحزب هو عدم خذل جمهوره.
وختم وهاب حديث بالقول بأن “إيران هي القوة الإقليمية الأقوى في المنطقة ولا يوجد أي قوى إقليمية قادرة على منافستها والقوى الإقليمية التي تصارعها هي “إسرائيل” وهذا ما تريده بأن جلبت الإسرائيلي الى ساحتها والآن الصراع على “إسرائيل” بدل أن يكون الصراع على إيران، لافتاً الى أن إيران هي التي تتحكم اليوم بالبحار وبالساحات الإقليمية وما الى ذلك، مشدداً على أن إيران أصبحت اليوم قوة كبيرة إما أن يتم التفاوض معها وإما أن يتم تدميرها وهذا لن يحصل لذلك هم مضطرون على التفاوض معها”.