اكد المطلعون ان الصورة سوداوية داخليا وخارجيا بالمطلق، و”اسرائيل” مخولة اميركيا واوروبيا وعربيا وخليجيا القضاء على حماس والجهاد الاسلامي، والانتقال بعدها الى جنوب لبنان، وبالتالي لا مجال لانصاف الحلول، والحرب على حد السيف ” يا قاتل يا مقتول” ، والخيارات محدودة وضيقة. فالقرار “الاسرائيلي” واضح لجهة القضاء على حماس وقتل قادتها وتهجير من بقي حيا من قادة كل الفصائل والمثقفين وقادة الرأي ، ومحو كل ما له علاقة بمحور المقاومة، وتسليم غزة لادارة ذاتية باشراف “اسرائيلي” مباشر على كل مفاصل الحياة، وتشكيل اجهزة امنية “بولاء اعمى”، مع احتفاظ العدو الاسرائيلي بالسلطة على رفح ومعبرها، وان نجاح المشروع يتطلب مجازر وحروبا كبيرة وصغيرة على مستوى المنطقة ولبنان.
بالمقابل، لا خيارات امام المقاومين في غزة ولبنان الا القتال، ولم يتركوا للفلسطيني الا طريق الموت او الموت، ولا بديل عن ذلك، هذا النهج سيجعل المواجهات طاحنة وطويلة الى ما بعد شهر شباط، ومَن يرفع الراية البيضاء ويصرخ اولا سيدفع الثمن. فالمخطط الاميركي – الصهيوني سيستمر، فبعد حماس سيأتي دور حزب الله و الحوثيين ، وصولا الى الحشد الشعبي و تطويق ايران. وهنا بيت القصيد، وهذا يعني اميركيا وفرنسيا فتح حرب الـ ١٠٠ عام واكثر، ولن يسلم لبنان من التداعيات مطلقا، وهذا يفرض ابعاد الجيش عن التسريبات والمزايدات ولعبة المصالح الضيقة.
ولذلك، المنطقة دخلت نفقا مظلما، والفوضى سمة المرحلة المقبلة، وطوفان الاقصى جعل العدو الاسرائيلي يرقص على حافة الهاوية، بعد ان هز كيانه بشكل جدي للمرة الاولى منذ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨.
وفي ظل هذه الظروف، الكلمة ستبقى للميدان، فمَن يتقدم سيحصد النتائج، ومَن يتراجع سيخرج من معادلات المنطقة، فاما تسوية مشرفة واما هزيمة واستسلام ، ولا حلول. اخرى . وهذا ما يجب ان يعرفه اللبنانيون، فاذا قبلت “اسرائيل” بوقف اطلاق النار بالتوازنات الحاليةـ تكون قد انتهت وخرجت من المعادلات وفقدت دورها ومبرر وجودها، واذا واصلت حربها فالمأزق اكبر . ومن هنا الكلمة للعسكر حتى اشعار آخر، اما “الحرتقات” اللبنانية ليس لها اي صدى، وليست في قاموس احد.
وتؤكد المعلومات انه سيتم الحل في الجيش دون اية خسائر او تصدعات في هيبته ودوره، قبل اواخر كانون الاول بموافقة الجميع، وصيغ الحلول كثيرة عندما يأتي القرار، رغم ان البعض لم يتمكن من القفز فوق تاريخ ١٠ كانون الثاني ومغادرة العماد عون اليرزة، واعتبار ذلك نصرا شخصيا يشكل تعويضا عن كل خسائره السياسية.
المصدر:”الديار – رضوان الذيب”
**