بكركي مصرة على التمديد لقائد الجيش، مؤمنة الغطاء اللازم لعدد من الجهات المسيحية التي تحمل لواء هذا المحور. في المقابل معارضة “مستشرسة” في قرارها منع بقاء العماد جوزاف عون في اليرزة تحت اي مسمى او اعتبار، اما حزب الله صاحب الربط والحل وفقا للبعض، فانه لم يعط كلمته بعد، اذ يبدو غير مستعجل “عالمشكل” كيفما رست قرعته.
مصادر سياسية اشارت الى ان جلسة المجلس النيابي التي يعتزم “استيذ عين التينة” الدعوة اليها، ستكون المحك لنيات الاطراف جميعا، وستكشف حقيقة المواقف وتفرز ابيضها من اسودها، وتفضح الكيديات والمزايدات، رغم ان المفاوضات الجارية راهنا تدور حول اولوية طرح الاقتراحات، بعدما اصر “ابو مصطفى” متحججا بطابع العاجل المكرر، ليضع اقتراحي التمديد في آخر جدول الاعمال، فيما يمكن ادراج الاقتراح المقدم من قبل “اللقاء الديموقراطي” في اول الجلسة، في حال تقرر السير في تسوية مخرجها المجلس النيابي، وعدم احراج معراب بتغطية جلسة تشريعية عادية.
وفي هذا الاطار، تعتبر المصادر ان استراتيجية المعارضة ترتكز راهنا على مسألة سد الثغرة المسيحية التي نجح دعاة التمديد لقائد الجيش بفتحها، عبر تأييد “القوات” و”الكتائب” و”المستقلين” بغطاء من الصرح البطريركي لهذا الخيار.
وكشفت المصادر ان بكركي ابلغت المعنيين خلال النقاشات والاتصالات التي جرت معها، انها مع خيار تأجيل التمديد في مجلس الوزراء، وان لم يكن فبالتالي قانون في المجلس النيابي، لا مشكلة ان تضمن رفع سن التقاعد لمختلف الرتب العسكرية، والذي يجعل من التمديد لقائد الجيش غير مضر بدورة الـ 94 واختيار قائد من صفوفها فور انتخاب رئيس للجمهورية، واشارت الى ان بكركي ارسلت موفدا الى عين التينة ابلغ رئيس المجلس بموقف الاخيرة، طالبا نقله الى حارة حريك، رافضة اي مساومة او مقايضة في هذا الخصوص.
وحول موقف حزب الله، تلمح مصادر كنسية الى ان ما بلغ بكركي من اجواء، يتلخص في ان الحزب لا يزال يدرس الملف، وان ثمة اكثر من وجهة نظر في هذا الخصوص، وان القرار الحسم سيكون لامين عام الحزب السيد حسن نصرالله، معتبرة ان حارة حريك غير مستعجلة الحسم حاليا، رغم ان مسلمتها تبقى بعدم وجود فراغ في قيادة الجيش، كما انها لا تحبذ مسألة التكليف.
وختمت المصادر بان حزب الله يتقاطع مع بعض القوى حول مسألة عدم التمديد للعماد جوزاف عون، الا انه في المقابل يختلف معها حول المرحلة الثانية بين التكليف والتعيين، جازمة بان الحارة في حال لم تنجح الجلسة النيابية، التي ستحصل بقبة باط من الضاحية بحل، فانها لن تذهب الى حل حكومي قبل الخامس من كانون الثاني المقبل، ذلك ان احدا لا يفكر باخراج العماد عون قبل الوقت من بعبدا، كما ان احدا لا يريد تسجيل سابقة وجود قائدين للجيش في الوقت نفسه.
عليه، يبدو ان مروحة الاتصالات الداخلية والخارجية الى مزيد من الاتساع، خصوصا ان الجميع ادار محركاته وفعّل من شبكاته، لتأمين الاصوات اللازمة للفوز بمعركته، في وقت لا زالت بكركي مصرة على موقفها من منطلق مبدئي.
المصدر:”الديار – ميشال نصر”
**