أكّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لبرنامج “كتاب الشهرة”، بموسمه الرابع، مع الإعلامي علي ياسين، على أن الهدنة في غزة كانت ضرورية للجميع وتحديداً للكيان الإسرائيلي لأنه دخل في المأزق بعد تدميره كل الأهداف ووصل الى التحدي في الدخول البرّي الذي أمامه مازالت “حماس موجودة” وخسر في تحقيق أهدافه سحق “حماس” واسترداد المعتقلين لدى “حماس” بالقوة والبلطجة من دون تبادل والتبادل بدأ وسيتجدّد.
وتابع: “حماس” أيضاً كانت بحاجة للهدنة وكذلك غزة بحاجة للتنفس ولكن “إسرائيل” اضطرّت للهدنة.
وكشف وهاب أن هناك شيء ما يحث وهو يالطا شرق أوسطية لتقاسم المنطقة وهذا ما لا نراه، ولكن هناك إيران وأميركا وتركيا و”إسرائيل” وقوى إقليمية معينة مع مراعاة لبعض العرب قليلاً كلّ وفق حجمه ولا ندري نتائجها.
وأكّد وهاب أن لا حرب في لبنان ولكن ما يجري هو محاولة إسرائيلية لإقناع الأميركي بأنه لا يجوز أن يدوم الوضع في جنوب لبنان على هذه الحال والأميركي لم يقتنع بعد وكذلك الأمر بالنسبة للأوروبي حفاظاً على القوات الدولية في لبنان ولكن علينا معرفة ما سيجري بعد الحرب هل اليمين الإسرائيلي سيتواضع وسيضعف وهل سيقوى الأميركي على فرض سلطته على واقع معين هذا ما يجب معرفته موضحاً أنه إذا تمكن الإسرائيلي من إقناع الأميركي بواقع ما في لبنان سنكون أمام وضع صعب.
ورأى أن الحرب في غزة لن تنتهي دون خطة أو إتفاق ما أو تسوية ما: فالسيسي مثلاً تحدث عن منطقة منزوعة السلاح فهل يقبل الفلسطيني بذلك؟ وهل سيقبل الفلسطيني ببلدية رئيسها أبو مازن وما هو الوضع الذي ستكون عليه فلسطين وكذلك ما الوضع الذي سيكون عليه الكيان؟ وهناك ألف سؤال وسؤال والأجوبة تقررها المعركة ونتائجها.
وأكّد أن عملية حماس أعادت إحياء فلسطين من جديد فكل شوارع العالم تغني لحرية فلسطين.
ووقف وهاب بكل جرأة وشجاعة أمام مواضيع سياسية عديدة فأعلن انتماءه الى الأمة العربية العظيمة معلناً أن أفكاره لا تحدها لا المذاهب ولا الطوائف ولا الحدود، ومضيفاً “أؤمن بقيام الأمة العربية في لحظة معينة”.
ووصف وهاب الشعب اللبناني بأنه شعب نصاب يأكل بعضه بعضاً، لافتاً الى أن وزير الاقتصاد مصيّف لا أعرف أين؟.
ورأى وهاب أن هناك بعض الإجراءات التي يجب أن يقوم بها وزراء الاقتصاد والطاقة والداخلية وغيرهم، لافتاً الى تجاوب وزير الاتصالات معه في موضوع الإنتر نت غير الشرعي ولكن هناك عصابة حوله في أوجيرو لا يمكنه المتابعة على هذا الشكل وعليه أن يلغي هذه العصابة.
ولفت الى أن لبنان بحاجة لشعب وليس لحاكم، معتبراً أن 90% من الشعب اللبناني فاسد ومستفيد من دورة الفساد في لبنان، لافتاً الى أن لا أحد يهمه لبنان فالصين تعمل على تحقيق طريق الحرير والأميركي يسعى لتحقيق الممر الهندي وهناك حرب عالمية دائرة بين روسيا وبين أكرانيا قد تتحوّل لحرب نووية وأوروبا اليوم تعاني من ضربات هذه الحرب.
وطالب وهاب الرئيس نجيب ميقاتي إعادة الملف الصحي الى ما كان عليه قبل العام 2019 ومعالجة ملف النفايات وزيادة ساعات التعذية في ملف الكهرباء ومساندة وزارة الأشغال لتحسين الطرقات في فصل الشتاء، كاشفاً عن سرقات تتم في الجمارك على مرفأ بيروت حيث يتم استيراد 19 مليار دولار والسنة الماضية كان هناك 140 مليون دولار لا أعرف لماذا؟، لافتاً الى أن عملية السرقة تتم عبر الموظفين تحت غطاء الأحزاب والقوى السياسية.
وتوقع وهاب عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة.
وسأل وهاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي لماذا لا يقوم بورشة في مجلس النواب لتطوير القوانين أو جزء منها ووضع آلية لتطبيقها؟
ورأى وهاب أن لدى رئيس التيار الوطني الحر في الكثير من المواضيع طالباً منه العمل على التعود على التسويات في لبنان لأنه في كثير من الأحيان يرفض التسوية ويفوّت الفرصة عليه.
وأثنى وهاب على موقف جنبلاط من السويداء واصفاً إياه بالموقف العقلاني موضحاً أن جنبلاط لم يذهب بموقفه كما ذهب في العام 2011 وراء أوهام القناصل من الجيد أنه لم يذهب هذه المرة وراء أكاذيب القناصي أو الأكاذيب الإسرائيلية كي لا نورط السويداء بمغامرة غير محسوبة وممتازة له ومحسوبة له، أضف الى موقفه في الملف الداخلي في استعجاله التسوية الرئاسية وموقفه كان موقفاً حكيماً لأننا بحاجة للتسوية وبحاجة للدولة وإعادة إحياء الدولة.
ودعا رئيس القوات اللبنانية الى التعوّد على تلاقي الناس في مكان ما، داعياً للتفكير سوياً بلبنان مطالباً إياه بعدم الرد على أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كل مناسبة حفاظاً على موقعه كرئيس كتلة متوجهاً إليه بالسؤال لماذا لم تترجم ربحك في الانتخابات النيابية، لافتاً الى أن كتلته معزولة لا دور لها في الحياة السياسية؟ لذا عليه الذهاب للقيام بتسويات مع الكتل الأخرى أو سيبقى معزولاً.
وضمن وقفة على محطة توليه وزارة البيئة في مرحلة من حياته وتعيين سوريا له كوزير قال وهاب: سوريا عملت كل الناس وزراء ونواب و”حزب الله” عرض عليّ مقعد بيروت الثالث ورفضت!.
وأوضح وهاب أن حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة أخطأ عندما وضع نفسه بتصرف دولة فاشلة لافتاً الى أن المشكلة هي الدولة وليس رياض سلامة كاشفاً أن الأخير مازال في لبنان. وقال: من المعيب الحديث عليه.
ورأى وهاب أن الأذكى بين الزعماء المسيحيين هو جبران باسيل وأن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية صادق وواضح وثابت في مواقفه وسمير جعجع منظّم في الإدارة ولكنه لم يوفّق في السياسة، لافتاً الى أن الوزير الراجل جان عبيد هو الأكثر حنكة بين الزعماء المسيحيين.
وتحدث وهاب عن طفولته المؤثرة والظروف الصعبة التي عاشها بسبب الفقر والقلّة، مستذكراً لحظات مؤثرة عدة عاشها كـ استبدال الضبان بقطعة من الكرتون في حذائه في أيام الشتاء، وغيرها من المواضيع والمحطات المؤثرة في طفولته وتحديداً بعد وفاة والده الذي جعله يكبر سناً بشكل سريع لينضج ويساند نفسه ماديا.
وأثناء الحديث عن والدته الراحلة، خانته دموعه مباشرة على الهواء، مؤكداً أن اليتم يصبح بعد وفاة الوالدة أكثر، متحدثاً عن الأيام الصعبة التي عاشتها بسبب إصابتها بمرض الزهايمر قبل وفاتها.