عقدت في مدريد طاولة مستديرة حول العمل البيئي كقوة موجهة للمصالحات وحل النزاعات في لبنان، شاركت فيها رئيسة تحرير مجلة “الحِمى” راغدة حداد بدعوة من كلية العلاقات الدولية في جامعة ألفونسو العاشر ومركز توليدو الدولي للسلام. وكان بين الحضور سفيرة لبنان في إسبانيا هالة كيروز والسفير السابق شربل عون ورئيس الجامعة وعميد الكلية وجمع من الأساتذة والطلاب والمهتمين.
تركزت محاضرة حداد، عضو المجلس البلدي في كفرمتى، على ما قامت به البلدية في هذا المجال بالتعاون مع منظمات محلية ودولية. ومن ذلك إنجاز المساعي مع وزارة الطاقة والمياه لحفر البئر الارتوازية في البلدة، ومشروع الطاقة الشمسية لضخ مياه البئر الى الخزانات، وإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية، وإنشاء “حمى كفرمتى” بالتعاون مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، وشق دروب للمشي وقواطع نار في حرج العريض وعلى ضفة النهر. وكان التركيز على أهمية هذه النشاطات في تلاقي الأهالي وتمتين الروابط بينهم والمساهمة في تحسين نوعية الحياة ودعم الاستقرار.
عام 2019، وافق المجلس البلدي في كفرمتى على إنشاء حمى (منطقة محمية) في مشاع البلدة لتنظيم الاستخدام المستدام للأرض والحفاظ على مواردها الطبيعية. وهذا واحد من 30 حمى في لبنان تم إنشاؤها بالشراكة مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان. وعمل فريق من الجامعيين من أبناء البلدة مع الجمعية لوضع خطة إدارة الحمى. كما تم إعداد خريطة “درب السلام” الذي يمر عبر الغابة ويشرف على كامل الشوف والبحر المتوسط، على مستويين: المسار التعليمي والمسار الكامل الذي يصل الى ارتفاع ٩٠٠ متر. وهو الآن جزء جذاب من “دروب الحمى للسلام” التي تنشئها SPNL للربط بين مواقع الحِمى الثلاثين في أنحاء لبنان.
خلفية
جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL، هي منظمة غير حكومية لبنانية تأسست عام 1984 وهي الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور وعضو في العديد من المنظمات الاقليمية والدولية. يسجل لجمعية حماية الطبيعة في لبنان تعاونها مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الإنتاج، في استعادة نظام الحمى في 29 منطقة لبنانية، وسعيها الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها في جرود الهرمل، وتطوير “مفهوم الحمى” التقليدي الموروث ليتلاءم مع تطلعات الألفية الثالثة وحاجات التنمية. يعتبر نظام الحمى، القائم على التصنيف التقليدي للأراضي، وفق استخداماتها، من اهم الانظمة التي تسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم والمحافظة على الطبيعة ومواردها من خلال تكريس نظام تراثي اعتمدته الشعوب العربية ومارسته القرى والبلدات اللبنانية كتقليد موروث لاستخدام الأراضي، بما يضمن الاستفادة القابلة للاستمرار من الموارد الطبيعية، وبما يعني الاستثمار الرشيد للموارد والمحافظة على قدرة البيئة على تجديد مواردها.
**