رأى رئيس حزب التوحيد العربي في حديث عبر منصة “بالمباشر”، ضمن برنامج “باللبناني”، مع الإعلامي رواد ضاهر أن معطيات الميدان في غزة هي التي ستفرض هدنة موضحاً أن الأميركي والأوروبي يسعيان بشكل جدي لهدنة إنسانية وليس لهدنة تنهي الحرب، ما يجعل الإسرائيلي يصر على الاستمرار بالحرب ومحاولة إلغاء حماس الذي هو أمر مستحيل لافتاً الى أن الإسرائيلي سيدرك يوماً بعد يوم أن خسائره ستزداد أكثر فأكثر لأن حماس مستعدة جيداً للمعركة البريّة التي لم تبدأ بعد فعلياص معتبراً أن حماس خلال المرحلة المقبلة سيكون لديها أسلحة جديدة قد تكون قادرة على استعمالها لتغيير مسار المعركة البريّة، وقد تصل الى المقرات المعلنة، لافتاً الى أن الإسرائيليين أصبحوا يتقمصون الدور العربي في العام 1967، فأصبح الناطق العسكري الإسرائيلي يتحدث كأحمد سعيد آنذاك، ما يعني ألآن الإسرائيلي أصبح على طريق الهزيمة.
وأوضح أ|ن الإسرائيلي يفتعل اليوم انتصارات غير موجودة في الواقع، فلم يتمكن حتى اليوم من ضرب البنية الجدية لحماس، لافتاً الى وجود لآأصوات في الحزب الديمقراطي في أميركا مناهض للرئيس بايدن وتغطيته لتلك الحرب، موضحاً أن الأميركي لا يستطيع أن يُعطي الإسرائيلي إجازة مفتوحة للاستمرار في مجازره غزة.
واعتبر وهاب أن المرحلة الثانية في تلك الحرب ستكون الضفة الغربية ونحن في لبنان سنكون في المرحلة الثالثة، موضحاً أن تلك المعركة هي بداية معركة التحرير وليست معركة التحرير مؤكداً انتصار حماس في 7 أكتوبر التي هدمت أول “مدماك” في ركن من أركان الإسرائيلي الذي هو غزة وسيتم الإنتقال الى المدماك الثاني الذي هو الضفة الغربية التي ستتحرك في مرحلة معينة.
ورأى وهاب أن حرب التحرير الكبرى التي سيقودها “حزب الله” وستشارك فيها الساحات السورية والعراقية وإيران لن يأتي آوانها بعد وستتأخر ولكنها ستأتي في مرحلة ما.
وإذ أكّد على أن المقاومة اللبنانية لم يكن لديها علم بالعملية في غزة وهو ما أكّده أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر في خطابه المتلفز في مناسبة “شهداء على طريق القدس” موضحاً أن العاروري أيقظ السيد نصرالله الساعة 6:30 صباحاً ليبلغه بحدوث العملية، موضحاً أن العراق وسوريا لا يمكنهما أن يكونا جزءًا من تلك الجبهة لأسباب عدة.
وفي الموقف العربي، رأى وهاب أن هناك دوراً كبيراً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجب أن يلعبه، متوجهاً إليه بالقول: مصر مستسلمة لقدرها ولا تستطيع أن تلعب هذا الدور بقيادة العالم السُنّي، الذي يشكل الأمة، في ظل غياب تركيا رغم أهمية الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه اكتفى بذلك الخطاب ولم يفعل أي شيء آخر في وقت هو قادر على فعل الكثير من خلال الضغط على الأميركيي والأوروبيين، متخوفاً من خطر كبير على مصر والأردن.
وأضاف وهاب بأننا أمام خطتين اثنتين هما إما معركة تحرير إسلامية وخطة “ترانسفير” إسرائيلية باتجاه الأردن كدولة بديلة وباتجاه سيناء كمكان لفلسطينيي غزة.
وشدد وهاب على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الأمير محمد بن سلمان، متسائلاً هل يمكنه ذلك في القمة العربية في وضع المبادرة العربية على طاولة القمة والعمل على تنفيذها خلال عام أو عامين وعليه أن يفعل ذلك لأنه الوحيد القادر على ممارسة الضغط اليوم في ظل غياب وصمت كل الدول العربية الأساسية من سوريا الى مصر والجزائر التي لم تلعب الدور المطلوب منها في هذه الأزمة بحيث يمكنها استعمال سلاح النفط ضد الأوروبيين وعلى الضغط باتجاه تحقيق هدنة إنسانية، مشدداً على أن الرهان الوحيد اليوم لوقف العدوان هو على السعودية، داعيا بن سلمان لقيادة الأمة الإسلامية معتبراً أنه ليست فقط الرفاهية والمال هي التي تقود ولكن أيضاً الموقف السياسي والمشروع وأنت كمحمد بن سلمان تستطيع أن تكون صاحب هذا المشروع لقيادة الأمة العربية ولكن عليك إبعاد المنافقين عنك لأنهم يريدون مالك ونحن نريد دورك وليس مالك، موضحاً أن انسحاب السعودي من بعض الساحات العربية سهل للتركي والإيراني للدخول مكانه الى تلك الساحات.
وأكّد وهاب على أن 7 أكتوبر كانت انقلاباً على كل التطبيع وأعادت فلسطين والقضية الفلسطينية الى الواجهة بحيث أصبحت فلسطين هي العنوان ولا أحد يستطيع تجاوزه، معتبراً أن التطبيع بالنسبة لمحمد بن سلمان اليوم هو إنتحار وخطاً تاريخي خاصة مع وجود متربصين له في الداخل والخارج، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين لن يقوم بالتطبيع ولا يستطيع أن يتحوّل الى مطبّع على جثث أبناء فلسطين، داعياً إياه لحماية نفسه عبر اللعب في الساحات الأخرى ومنها الساحة اللبنانية.
ورأى وهاب أنه عندما يُصبح “الإخوان المسلمون” جزءًا من تحرير فلسطين يجب تغيير الموقف منهم وإزالة الحساسية بيننا وبينهم لوضع فلسطين في أولوية اهتماماتنا مع وجود عدو يهدّد الاستقرار في المنطقة، لأنه لا يمكن تنمية الاقتصاد والنهوض في لبنان مع وجود هذا الكيان الذي يهدد الاستقرار في المنطقة، وكل شيء يبقى وهماً إذا لم يكن هناك حلاًّ للقضية الفلسطينية لأن المنطقة ستبقى غير مستقرة.
وإذ لفت الى أهمية خطوة بن سلمان باتجاه إيران التي أنهت عقود من الصراع السُنّي الشيعي ومبادرته في إعادة سوريا الى الجامعة العربية وإعادة فتح السفارات فيما بينهم خطوات مهمة شدّد على ضرورة أن يلعب بن سلمان دوراً مهماً في بلاد الشام، لافتاً الى أنه كل ما يبنيه بن سلمان في الداخل يبقى وهماً إذا لم يلعب دوراً إقليمياً في الساحات العربية الأخرى الذي سيحميه ويحمي مشروعه.
وإذ أوضح أن سوريا لا تستطيع أن تكون جزءًا من الحرب في غزة لأسباب عديدة، مطالباً من المسلمين بتخفيف الضغط عن سوريا في ما يتعلق “بداعش”، أكّد وهاب على أنه من دون سوريا السليمة والمستقرة والقوية والخارجة من الحرب لا يمكن القيام بمعركة لتحرير فلسطين.
وأكّد أن لا توسّع لرقعة الاشتباك والكلام هو للمعركة البريّة، معتبراً أنه إذا تمكّنت حماس من الصمود في المعركة البرية تكون “إسرائيل” قد هُزمت بالكامل وعندما يمكن الاستعداد للمراحل القادمة، مؤكداً على ألآن حماس لديها القدرة على الصمود مع وجود آلاف الناس المستعدة للاستشهاد وهذا ليس موجوداً عند العدو، معتبراً أن إرادة الصمود لدى حماس ستغلب الدبابة.
وتساءل وهاب لماذا لا يكونوا العرب فيصل في تلك الحرب عبر الضغط بالنفط على الأميركي والأوروبي.
وإذ لفت الى أن عدم إعمار غزة من قبل العرب هو شراكة في الجريمة، أكّد وهاب على أن الخطر هو “إسرائيل” وليس حماس داعياً لوضع الأولويات مع وجود الخطر الإسرائيلي، متسائلاً ما هي المشكلة إذا ربحت حماس؟ فربح حماس هو انتصار لفلسطين، وعودة الاستقرار الى المنطقة لأن الحروب في المنطقة الإسرائيلي مسؤول عنها، من هنا هزيمة “إسرائيل” هي ربح كائناً مَن نفّذها.
وشدّد وهاب على أن لا حرب في لبنان، ولا توسع أيضاً للحرب لا في سوريا ولا في المنطقة، وإيران لن تدخل الحرب في هذا التوقيت لافتاً الى محادثات إيرانية أميركية في عمان وضغط إيراني لوقف الحرب، لافتاً الى أن الأميركي يعطي الإسرائيلي أسابيع قليلة لوقف الحرب.
ولفت وهاب الى تفوق حماس على أرض الميدان رغم تقدم الإسرائيلي في بعض الأمكنة ولكن حماس لازالت صامدة.
وحول زيارة آموس هوكشتاين الى لبنان أوضح وهاب أن الزيارة أتت في إطار التهدئة وللتأكيد على إصرار الأميركي على الاستقرار في لبنان وعدم توسع الحرب.
ورأى وهاب أنه بعد توقف الحرب سيكون هناك توقع سياسي إيجابي وسنذهب الى تطورات إيجابية و”حزب الله” أصبح بحاجة للقيام بحوار مفتوح مع جميع الأطراف اللبنانية للسير في ملف رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس، لافتاً الى تعيين لقيادة الجيش قبل نهاية العام الحالي مؤكداً أن لا تمديد للعماد جوزف عون، والحظ هذه المرة في قيادة الجيش والقضاء لمنطقة الشوف، مثنياً على مناقبية العميد طوني قهوجي والإجماع عليه، مؤيداً انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، لافتاً الى الدور القطري في ملف الرئاسة والدعم للجيش ومساعدة الدولة اللبنانية، ومثنياً على الموقف القطري من القضية الفلسطينية والحرب في غزة، لافتاً الى دور “قناة الجزيرة” التي كانت جزء من المعركة.
وختم وهاب قائلاً: الدم في غزة غالٍ وهو على طريق تحرير فلسطين.