“اسرائيل” قاتلة الاطفال والمدنيين، لا تشبع من دماء الفلسطينيين واللبنانيين، تسعى جاهدة الى جر حزب الله الى الحرب، لتستكمل دمارها ووحشيتها على لبنان كما تفعل اليوم في غزة، الا ان المقاومة هي من تحدد ساعة الصفر وليس “الهستيريا الاسرائيلية”.
والحال ان حزب الله تمكن من الحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي في تموز 2006، لانه يعلم كيفية مقاربة الكيان الصهيوني للصراع في الشرق الاوسط واساليبه العسكرية ونقاط ضعفه، وعليه تفوق حزب الله على “اسرائيل” وكبدها خسائر جمة، اضافة الى ان الحزب ظهر انه ادهى من “اسرائيل” استخباراتيا على الصعيد الميداني والعملي في حرب تموز. وهذا الامر اعترف به الكيان الصهيوني بان حزب الله يتمتع بقدرة قتالية كبيرة ولديه استراتيجية مهمة في الحرب. كما وصف الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب المنحاز “لاسرائيل” بان حزب الله ذكي جدا بناء على قراءة كيفية مواجهة الحزب “لاسرائيل” وقوته الاستخباراتية وتعامله مع التطورات التي تحصل في المنطقة.
اليوم، حزب الله اقوى باضعاف مما كان عليه عام 2006 وعلى كل الاصعدة، ولذلك فان القوي هو مَن يقرر الحرب، وهو من يرسم خارطة الطريق للمرحلة الحالية والمقبلة.
انطلاقا من ذلك، مهما حاولت “اسرائيل” استدراج حزب الله الى الحرب، ومهما نصبت كمائن له، فلن تستطيع تحقيق اهدافها اذا كان الحزب لا يريد الذهاب الى مواجهة مفتوحة مع الكيان الصهيوني حاليا، خاصة ان كتائب القسام الجناح العسكري لحماس لا تزال في موقع قوة بريا، وتتصدى للتوغل البري الاسرائيلي في قطاع غزة. واغلب الظن ان “اسرائيل” تعتبر ان مجيء حاملتي الطائرات الاميركية يعزز من قوتها في المنطقة، وعليه ترى انها امام فرصة ذهبية لا تريد تضييعها، وهي فتح حرب مع حزب الله وتصفية اعدائها. انما رهان “اسرائيل” على قدرتها بانهاء حزب الله هو خطأ تكرره مرة جديدة لناحية سوء تقديرها لقوة حزب الله سواء عام 2006 او حاليا عام 2023.
المصدر:”الديار – نور نعمه”
**