وفي دلالة على حجم الاهتمام بالخطاب، رجحت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن يتجاوز عدد مشاهدي الخطاب عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين. وقالت انه مع الترقّب وبدء العد التنازلي، ثمة 3 سيناريوهات لما سيرد في خطاب السيد نصر الله، أبرزها السيناريو الثالث وهو ما أسمته «سيناريو أرمجدون»، وهو أن يُعلن في الدقائق الأولى من خطابه أن الصواريخ الآن في طريقها إلى تل أبيب وأن قوات الرضوان قد أصبحت في الجليل، ومع أن هذا السيناريو غير مرجح برايها، إلا أن المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة تحسب لهذا السيناريو ألف حساب منذ إعلان توقيت الخطاب. ولفتت الصحيفة الى ان التقديرات في «اسرائيل» ان إيران لن تتدخل بشكل مباشر في الحرب، وحزب الله لن يفعل إلا إذا فرضت عليه «إسرائيل» ذلك. الوضع الحالي في الدول العربية لا يشير إلى توسع الحرب. أما واشنطن فتظهر عدم الرغبة في ذلك. وفي الأيام القريبة المقبلة، ربما يزيد حزب الله من حدة ردوده ويحاول نقل خط إطلاق الصواريخ نحو الجنوب بالتدريج. وهذا يتعلق أيضاً بخطوات «إسرائيل».
نصرالله يمزق اعصاب الغرب و«اسرائيل»
وفي «اسرائيل»، لا اجوبة على مضمون الكلمة، وانما قلق، صحيفة «يديعوت احرنوت» اشارت الى ان كل وكالات الاستخبارات – في شمال أميركا وأوروبا، وفي دول الشرق الأوسط وبالطبع في «إسرائيل»- تتابع نشر أسطول السفن الحربية الأميركية في المنطقة، وبالتوازي، تنتظر هذه الوكالات، خطاب الأمين العام لحزب الله. وتساءلت: هل سلاح البحرية الأميركي مستعد لـ «أم كل الهجمات»، وكابوس جبهات متداخلة في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وربما حتى في إيران، أم سيكتفي بإطلاق رسالة تحذير حادة؟ وقالت ان السيد نصر الله، عن قصد، يمزق أعصاب «إسرائيل» والغرب. والسؤال الكبير برايها هو: هل سيكتفي زعيم حزب الله بتهديدات حادة، مهما كانت قاسية وصريحة، أم يخفي بين ثنايا عباءته خطة «شيطانية» لمهاجمة «إسرائيل» من جهات غير متوقعة؟ وبرايها كل شيء ممكن، وكل شيء تفحصه أجهزة الاستخبارات على مدار الساعة، وهي أجهزة تعمل الآن بتعاون وثيق مع «إسرائيل». لكن حتى الآن، كما ينبغي الاعتراف، فان حزب الله هو المنتصر، فبدون ان يحتاج الى عبور الحدود اللبنانية هرب سكان بلدات الشمال الإسرائيلي من بيوتهم ويبقون في الملاجئ، وهو دفع كتائب كبيرة من الجيش الإسرائيلي الى حالة التأهب. وخلصت «يديعوت» الى القول: حزب الله ليس حماس، وهذا ما يجب ألا ننساه ولو للحظة. هذه منظمة ليست كبيرة جداً ولكنها خطرة، مدعومة بشكل كبير بالمال وبالسلاح من إيران. شعارهم حماية لبنان من أعدائه، لكن تقديرات الاستخبارات تشير حتى الان الى أن إيران والحزب يستعدان، بالضبط مثل «إسرائيل» لمعركة طويلة في غزة – دون تدخلهما المباشر.
المصدر:”الديار – ابراهيم ناصر الدين”
**