يترقّب العدو الاسرائيلي وحلفاؤه الغربيون، وكذلك حلفاء «حزب الله» ومناصريه، خطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد ظهر الجمعة المقبل، لمعرفة اتجاه المرحلة المقبلة، وفك شيفرة نيّات المقاومة.
ويبدو ان هذه اللحظة حانت، مع الاعلان رسمياً عن موعد إطلالة السيد نصرالله في خطاب منتظر، وُضع ضمن إطار «الاعتزاز والافتخار بالشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس دفاعاً عن غزة والشعب الفلسطيني والمقدسات»، كما ورد في الخبر الذي وزعته «العلاقات الإعلامية».
هكذا، قرر «السيد» ان يكسر الصمت الطويل بعدما استنفد الغموض أغراضه في الحرب النفسية والميدانية التي تمتد من قطاع غزة الى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
بل انّ هناك من توقف أيضا عند الكشف عن تاريخ الاطلالة باكرا، اي قبل خمسة أيام من موعدها، محاولاً تبيان ما اذا كان هناك اي مغزى لذلك.
أوساط قريبة من الحزب تربط تحديد ظهور «السيد» في هذا التوقيت باتضاح مجمل صورة الحرب لديه، سواء في غزة او في الجنوب، تبعاً لمجريات المواجهة على الأرض وللمواقف الدولية والاقليمية التي تواكبها، بحيث أصبح قادرا على رسم الخيارات والمعادلات بناء على ما أفرزته المعارك العسكرية والسياسية، مع الأخذ في الاعتبار ان الايام القليلة المقبلة قد تحمل مزيدا من التطورات التي لا بد من ان تنعكس على محتوى الخطاب الذي ستبقى مسودته قابلة للتنقيح والتعديل حتى صباح الجمعة.
وبالترافق مع حسم إطلالة «السيد»، لوحِظ انّ رقعة القتال في الجنوب، وصولا الى شمال فلسطين المحتلة، تتسِع تارة لتشمل مناطق في العمق، وتنحسر طورا لتنحصر في مواقع عسكرية على جانبي الحدود، وهو ما وضعته الاوساط القريبة من الحزب في سياق مقتضيات الحرب وديناميتها، مؤكدة ان قواعد الاشتباك السابقة سقطت مع بدء العدوان على غزة والمواجهات على الحدود الجنوبية، «وبالتالي فهي لم تعد سارية المفعول ولا يصح الركون اليها لفهم ما يجري في الميدان».