فيما طلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في لبنان توخّي الحذر «لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ»، يتواصل الضغط الدولي على لبنان لمنع انفجار الاوضاع على الحدود الجنوبية. ووفقا لمصادر مطلعة، يدير الجانب الاميركي ما يشبه «غرفة العمليات» نيابة عن «اسرائيل» للمارسة الضغوط على الدول المحيطة بـ «اسرائيل» لمنع انهيار شامل في المنطقة، فاضافة الى الاتصالات مع مصر والاردن، تم تكليف جهات عربية للاتصال بالرئيس السوري بشار الاسد للتحذير من اي تحرك يمكن ان يربك حسابات المعركة التي تديرها «اسرائيل» ضد حركة حماس.
وقد تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية، كما تلقى في الاطار نفسه اتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات، وفيما سمع ميقاتي كلاما عالي النبرة من قبل مسؤول اميركي رفيع حول تداعيات دخول لبنان في المواجهة، باعتبار ان الرد «الاسرائيلي» سيكون مدمرا، حسب تعبير ذلك المسؤول، شدد ميقاتي على ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة. واعلن ميقاتي ان الاتصالات التي قام بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته».
ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان واشنطن ابلغت القيادة «الاسرائيلية» خشيتها من ان يؤدي الإقدام على عمل عسكري واسع الى حرب شاملة في كل المنطقة. ولهذا تبذل واشنطن كل الجهود لمنع توسّع رقعة المواجهة، ولهذا طلبت من حكومة الملك الأردني اتخاذ كل الإجراءات التي تحول دون قيام أي تحركات شعبية أو غير شعبية من شأنها تهديد الأمن الإسرائيلي، كما طلبت من الحكومة المصرية ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني وتشديد الإغلاق على قطاع غزة، فيما طلبت من رئيس الحكومة «كبح» جماح حزب الله ومنعه من القيام بأي عمل عسكري دعماً للفلسطينيين.
**